تعتبر الحواجب الكثيفة (العريضة) واحدة من علامات الجمال عند الإنسان بشكل عام وعند المرأة بشكل خاص، حيث تشكل الحواجب أحد المفاتيح الرئيسية لإطلالتها، كما تساهم الحواجب عادة في تحديد وإبراز التعابير الخاصة بالوجه وتلعب دوراً هاماً في إبراز جاذبية العين ورسم حدودها بما يضفي المزيد من الجمال عليها.
وفي الحالات التي لا يبدو فيها عرض الحاجبين كافياً ولا يعطي الجمال المطلوب وفق المعيار السائد تسعى المرأة إلى تعريضهما أو تكثيفهما بوسائل مختلفة، ومن هذه الوسائل المنزلية دهن منطقة الحواجب بزيت الخروع، وغالباً لا تعطي هذه الطريقة النتائج المرجوة فتلجأ المرأة إلى عملية زرع الحواجب.
وعملية زرع الحواجب هي من العمليات التجميلية الحديثة التي ظهرت بعد سنوات من اكتشاف عملية زرع الشعر، ولكنها رغم حداثة زمنها إلا أنها أصبحت إجراء شائعاً للغاية في وقتنا الحالي نظراً للمعلومات المتزايدة حولها ونتائجها البارزة والفعالة، وقد حققت انتشاراً واسعا خلال فترة قصيرة، حيث تم تطوير الكثير من التقنيات والأجهزة الحديثة المتخصصة في زراعة الحواجب كما أن طرق زراعة الحواجب قد أصبحت متنوعة ومتعددة وتحقق الشكل الجمالي المطلوب إذا تم إجراؤها على أيدي أطباء مهرة، ولزراعة الحواجب أهداف غير تجميلية أيضاً، فهي تعمل على تحويل الرطوبة مثل قطرات العرق بعيداً عن العينين.
أسباب زراعة الحواجأسباب زراعة الحواجب
الحواجب الخفيفة أو غير المتسقة تشعر المرأة بالضيق والانزعاج فتجعلها تقوم بتجربة العديد من الوصفات الطبيعية لزيادة كثافة الحواجب، إلا أنها تبقى حلولا مؤقتة وغير طبيعية، وعادةً ما يتم اللجوء إلى طرق زراعة الحواجب في حالات معينة منها
- إذا كان شعر الحاجب لا ينمو أبداً خلقياً.
- في حالة الإصابة بمرض جلدي (الثعلبة والجزام)، إلا أنه يجب علاج المرض أولاً قبل اللجوء لعملية زراعة الحواجب.
- بعد التعرض للإصابة بالحروق أو الجروح.
- فقدان شعر الحاجب نتيجة مرض وراثي.
- تعاني بعض النساء من نتف الشعر النفسي حيث يقمن بنتف شعر الحاجب والرأس عند التعرض لأزمة نفسية.
طرق زراعة الحواجب
هناك العديد من طرق زراعة الحواجب المستخدمة والتي تتشابه مع طرق زراعة الشعر بشكل عام إلا أنه يتم تطبيقها بشكل خاص على زراعة الحواجب مع الانتباه إلى اتجاه زرع بصيلات الشعر بحيث يتم الحصول على اتجاه متناسق مع نمو الشعر الطبيعي للحاجب ويتم إعطاء مظهر جمالي للحاجب بعد الزراعة. نستعرض فيما يلي أهم طرق زراعة الحواجب.
عملية زراعة الحواجب بطريقة الشريحة (fut)
وهي من أكثر طرق زراعة الحواجب فاعلية، حيث يتم نزع شريط رفيع من الشعر من فروة الرأس خلف الأذن، ثم يتم فصل بصيلات الشعر تحت المجهر وزراعتها في الأماكن الخالية في الحاجبين، وتثبت الشريحة بواسطة غرز جراحية. كما يتم اختيار خيوط الشعر الطويلة مما يعطي الحاجبين شكلاً طبيعياً وكثافة أعلى، وفي هذه الطريقة يتم زرع عدد كبير من البصيلات في جلسة واحدة.
من عيوب هذه العملية أن اختلاف بشرة الحواجب عن بشرة فروة الرأس قد يؤدي إلى تساقط الشعر المزروع أو حدوث التهابات في بشرة الحواجب، كما أنه في حالة إصابة فروة الرأس بأحد الأمراض فإن العدوى تنتقل إلى الحواجب.
عملية زراعة الحواجب بالاقتطاف
وهي عملية تجميلية بسيطة تهدف لزيادة كثافة شعر الحواجب حتى تعطيها مظهراً كاملاً وممتلئاً وذلك من خلال زراعة بصيلات جديدة مأخوذة من فروة الرأس.
وبالرغم من بساطة هذه العملية إلا أنها تحتاج إلى طبيب ماهر ولديه خبرة كبيرة وذلك لأنها في منطقة حساسة من الوجه، لأن أي خطأ ولو كان بسيطاً قد يفضي إلى تشوه في الوجه، ويجب على الجراح مراعاة بعض الأمور أثناء عملية زراعة الحواجب:
- تحديد أماكن الشعيرات بدقة كبيرة حتى ينمو الشعر بشكل سليم
- الاهتمام بتناسق الحاجب المرسوم مع الوجه.
يتم تحضير المنطقة المراد زراعتها كما يتم تحضير البصيلات ووضعها في محلول ملحي مبرد فور اقتطافها لمدة ساعة، وبعد ذلك يقوم الجراح بإجراء شقوق طولية فيها باستخدام إبرة معيارية دقيقة وبزاوية حادة جداً حتى يكون الشعر المزروع مسطحا وطبيعي المظهر.
يحتاج كل حاجب من 50 إلى 400 بصيلة لزراعته كاملاً، وكل بصيلة تحتوي على شعرة أو اثنتين. طبعاً هذا العدد غير مقلق ولا يؤثر على شعر الرأس.
تستغرق عملية زراعة الحواجب من ساعتين إلى خمس ساعات كحد أقصى وذلك بحسب عدد الشعيرات التي سيتم زرعها، ومعظم عمليات زراعة وتكثيف الحواجب تتم بتخدير موضعي.
بعد الانتهاء من الإجراء تُترك المنطقة مفتوحة وتبدأ قشرة في التكون حول البصيلات المزروعة حديثاً، وهذه القشور هي جزء طبيعي من عملية الشفاء ويجب أن تتساقط بعد بضعة أيام.

زراعة الحواجب بتقنية أقلام تشوي
أقلام تشوي هي أداة تشبه القلم مزودة بإبرة مجوفة في نهايتها ومتصلة بأنبوب ومكبس، وهي تُستخدم كإحدى طرق زراعة الحواجب حيث تجمع بين فتح القنوات والزراعة في مرحلة واحدة، ومن أهم ميزاتها أن القدرة الشفائية فيها عالية وسريعة، حيث أن الفتحات الصغيرة التي فُتحت بها تلتئم بعد ساعتين من العملية تقريباً.
بعد التأكد من صحة المريض وخلوه من الأمراض المزمنة يقوم الطبيب بتحديد شكل الحاجب ومناسبته للوجه، وبعد ذلك يقوم بتحديد المنطقة المانحة وتخديرها بواسطة جهاز (باي نس انستسيا)، وهو جهاز تخدير بدون ألم يعمل بطريقة الضغط.
بعد التخدير يختار الطبيب البصيلات الأفضل والتي تحتوي على ثلاث شعيرات أو أكثر، فيقوم باقتطاف البصيلات باستخدام جهاز ميكروغراف موتور والذي يعمل على إزالة بصيلة الشعر بدون ترك أي أثر ووضعها داخل قلم تشوي ثم زراعتها في الحاجب.
يبدأ الشعر المزروع بالنمو تدريجياً من الشهر الثاني حتى الشهر الرابع، وبعدها تبدأ مرحلة الكثافة والتي تستمر لمدة عام ليأخذ الحاجب المزروع شكله النهائي.
هذه التقنية تناسب كل أنواع الشعر وتقلل من حدوث العدوى أثناء العملية وبعدها ولا تترك أثراً بعد العملية، وتتميز هذه الطريقة بنسبة نجاحها المرتفعة، وذلك بسبب عدم بقاء البصيلة خارج الرأس لأكثر من دقيقة. وفي هذه التقنية يمكن زراعة ما بين (700-8000) بصيلة في الجلسة الواحدة.
زراعة الحواجب بتقنية السفير(البيركوتان)
تعتبر هذه الطريقة من أحدث وأفضل طرق زراعة الحواجب عالمياً وذلك بعد تحقيقها نجاحاً كبيراً في عملية زراعة الحواجب، حيث تعتمد هذه التقنية على أداة من معدن التيتانيوم تحمل رأساً دقيقاً جداً مصنوعاً من حجر السفير الطبيعي الصلب جداً.
بعد رسم وتحديد شكل الحاجب المناسب للوجه وبالاتفاق مع المريض يقوم الطبيب بتحضير بصيلات الشعر المقتطفة وفرزها وحفظها في محلول طبي يحافظ على بصيلات الشعر لفترة طويلة كما يؤثر على نموها مستقبلاً.
يقوم الطبيب بعد ذلك بفتح قنوات صغيرة جداً بزاوية ميل من 40 إلى 45 درجة باستخدام قلم رفيع جداً له رأس معدني دقيق جداً، وبعد إتمام التحضيرات والإجراءات الأولية للمنطقة المراد زراعة الشعر فيها يقوم الطبيب بوضع البصيلات بدقة متناهية داخل الفتحات الصغيرة المحدثة سابقاً.
تتطلب هذه العملية دقة عالية وتوجيها لزاوية نمو البصيلة، ونظراً لدقة حجم الوحدات المقتطفة وصغر النسيج الحاوي لها فيجب أن تكون الفتحات والشقوق بعمق مناسب ليوفر إمداداً صحيحاً بالدم للبصيلة المزروعة.
ولتقنية السفير ميزات هامة منها أن الحجر الكريم (السفير) مضاد للبكتريا والحساسية ما يسرع عملية التعافي، كما أن الشعر المزروع غير قابل للتساقط مدى الحياة، وتتيح هذه الطريقة إمكانية زرع 7000 بصيلة في جلسة واحدة.

زراعة الحواجب بتقنية آرتاس
تُدعى هذه التقنية باسم زراعة الشعر الآلية وذلك نظراً لاستخدام جهاز آلي (روبوت) يدعى آرتاس، وفي هذه التقنية تتم زراعة الحاجب بنفس طريقة الزراعة بالاقتطاف، إلا أنه يتم تنفيذ نصف الإجراء بشكل آلي والنصف الآخر يدوياً.
- يتم حلق الشعر مع إعطاء المخدر الموضعي للمنطقة المانحة والمنطقة المستقبلة.
- يتم شد الجلد في المنطقة المانحة مما يساعد في دقة تطبيق هذه التقنية، حيث يَستخدم النظام الآلي كاميرات عالية الدقة للحصول على لقطات للمنطقة المانحة للشعر، ويتم تحديد الخصائص المختلفة للشعر باستخدام برنامج معالجة الصور التي تحدد البصيلات الافضل.
- يقوم الروبوت باستخراج بصيلات الشعر باستخدام ذراع آلية ولكمات جلدية صغيرة، فيتم تحضير بصيلات الشعر وزراعتها يدوياً في الحاجب.
- وبعد فحص البصيلات المستخرجة يدوياً تحت المجهر يقوم الروبوت بعمل الشقوق المناسبة بحيث يتجنب إتلاف البصيلات المجاورة، كما يتم ضبط علامات الشقوق للتأكد من أن نمو الشعر طبيعي ومناسب.
تستغرق هذه العملية بين 3-5 ساعات تقريباً، ويمكن زراعة 1,500 بصيلة في الجلسة الواحدة.
وبالرغم من تطور هذه التقنية إلا أن زراعة الشعر يدوياً تبقى أكثر فاعلية وأماناً، اذ أن اللكمات المستخدمة قد تؤدي إلى تلف البصيلات القريبة، كما أن هذه العملية غير مناسبة للجميع، فهي تُستخدم غالباً على المرضى أصحاب الشعر الداكن والمستقيم، وذلك لأن نظام التعرف البصري يحتاج إلى تباين جيد في الألوان حتى يعمل بشكل صحيح، وفترة التعافي تحتاج إلى 14 يوماً تقريبا ويجب التعامل بحذر مع الشعر المزروع.
زراعة الحواجب بالليزر
زراعة الحواجب بالليزر هي من طرق زراعة الحواجب الجديدة، فبعد اقتطاف بصيلات الشعر يتم تجميدها وتحضيرها للزراعة في الوقت المناسب، وفي هذه الطريقة يتم استخدام الليزر بدلاً من استخدام الأدوات اليدوية، إلا أن طريقة زراعة الحواجب بالليزر ليست شائعة في الوقت الحالي.
التعافي بعد زراعة الحواجب
- تختفي آثار عملية زراعة الحواجب بشكل نهائي بعد أسبوع من إجرائها ويمكن العودة لممارسة العمل بشكل طبيعي، فهي عملية آمنة تماماً ولا يوجد لها أية مخاطر أو أضرار.
- يوجد بعض الآثار الجانبية مثل انتفاخ وتورم الحاجبين أو ظهور كدمات بسيطة واحمرار في المنطقة ولكنها تزول بسرعة ولا تترك أثراً كما أنها نادرة الحدوث.
- يبدأ الشعر الجديد بالنمو خلال 3 إلى 4 أشهر، ويستمر بالنمو لمدة ٧ إلى ٨ أشهر على الأقل، وفي غضون عام يجب أن يأخذ الحاجب شكله الطبيعي والنهائي.
- بعد العملية ينمو الشعر بشكل طبيعي، ولكنه يحتاج لبعض العوامل المساعدة التي تجعل نموه أسرع مثل تناول كمية كافية من البروتين والحديد الذي يسمح للأكسجين بالوصول إلى بصيلات شعر الحواجب وتغذيتها وتناول الفيتامينات مثل فيتامين ب 6 الذي يحافظ على صحة الشعر والأظافر.
- دهن الحواجب ببعض الزيوت كزيت الزيتون والخروع وزيت جوز الهند لزيادة كثافتها، وتجنب استخدام أقلام التحديد وأدوات التجميل الحادة حتى لا تسبب تساقط الشعر.
- ينصح بالتوقف عن التدخين قبل عملية زراعة الحواجب وخلال فترة التعافي، وذلك لأن التدخين يقلل من تدفق الدم إلى البشرة ويبطىء عملية الشفاء كما أنه يزيد من خطر تلف الأنسجة.