تتزايد الحاجة لجراحة التجميل بشكل مستمر في حياتنا اليومية، فالحوادث والحروق والحروب عدا عن التغيرات المتعلقة بالجسم في حالات الحمل والبدانة والشيخوخة دون أن نغفل الانحرافات الوراثية عما هو طبيعي كشقوق قبة الحنك والتشوهات الخلقية وتشوهات الأنف وضخامة الشفتين وعدم تناسب الثديين أو الردفين مع الجسم وغيرها؛ كل هذه الإشكالات تدفع المريض للبحث عن الحلول التي يجدها في مراكز وعيادات التجميل.
لكن الحيرة في اختيار جراح التجميل والخوف من المضاعفات التي يمكن أن تلي العملية تجعل المريض قلقاً وخائفاً من حدوث تشويه بدلاً من التجميل، إذ لا يوجد من بين أصدقائه أو أقربائه من سبق له القيام بتجربة مماثلة، أو ربما يدفعه الخجل للتكتم على السؤال عن مميزات أفضل جراح تجميل حتى يكون واثقاً ومطمئناً من الإقدام على العملية.
تشكل الانحرافات عن الوضع الطبيعي في الجسم – سواء كانت خلقية أو لاحقة في الحياة نتيجة حادث أو تغير ما في الجسد بسبب العمر – حقل عمل اختصاصي جراحة التجميل، فهو يصحح التشوه الخلقي أو يستعيد الوضع الطبيعي للعضو الذي تعرض للتغيير لسبب أو لآخر.
ولأن مجاله هو الجسم البشري فهو يتداخل مع كافة الاختصاصات تقريباً، حيث يمكن لطبيب التوليد أو الجراحة العامة إجراء عملية شفط الدهون من البطن مثلاً، كما يمكن لطبيب الأذن والأنف والحنجرة إجراء عملية تصحيح وتجميل شكل الأنف، وكذلك يمكن لطبيب الجراحة الفكية إجراء عمليات شقوق قبة الحنك وشقوق الشفة وتجميل الذقن دون أن يكون اختصاصياً في طب التجميل، كما يمكن لطبيب الأسرة إجراء حقن مادة البوتوكس والفيلر.
يمكن لجراح التجميل العام أن يكون متخصصاً في مجال الجراحة التجميلية أو أن يكون متخصصاً في مجالي الجراحة التجميلية والترميمية، كما أنه توجد في جراحة التجميل تخصصات جزئية حيث يمكن لجراح التجميل أن يكون اختصاصياً في تجميل الوجه فقط أو أجزاء منه، فمثلاً تشكل شهادة البورد التخصصي في الجراحة التجميلية ABPS المعتمدة من قبل المجلس الأمريكي لجراحة التجميل مؤشراً مهماً على سويّة جراح التجميل وتدريبه في الولايات المتحدة الأمريكية، كما يمكن توفر شهادات تخصصية إضافية في مجالات دقيقة.
يشكل وجود الشهادة المعترف بها والتدريب شرطاً لازماً لكنه ليس كافياً، بل لا بد من توافر بعض الأمور الأخرى مما يجعل مهمة المريض صعبة في المفاضلة عند اختيار جراح التجميل.
يختلف التأهيل والتدريب حسب كل بلد، حيث يتوفر العديد من مجالس التدريب والتأهيل مما يربك المريض ويشوشه عند البحث عن مميزات أفضل جراح تجميل.
بعد أن يكون المريض قد فكر جدياً بضرورة إجراء العمل الجراحي لأسباب نفسية وتجميلية خاصة به أو بسبب محيطه القريب وأصدقائه فإن رحلة البحث عن مميزات أفضل جراح تجميل تكون قد بدأت، حيث لا بد من توفر صفات معينة في طبيب التجميل مثل:
بعد أن تعرفنا في الفقرة السابقة على مميزات أفضل جراح تجميل بشكل عام فمن الممكن أن يوجد لدينا مجموعة من الخيارات المتشابهة والمميزة، أي أن يكون لدى المريض مجموعة جراحين مؤهلين علمياً وأكفياء ومتابعين للتطورات العلمية ويوجد بتصرفهم مراكز وعيادات طبية مجهزة بكادر طبي مميز وتقنيات حديثة، فكيف سيتم اختيار الطبيب الأكثر تميزاً لإجراء الجراحة التجميلية؟
تتميز جراحة التجميل عن سواها من الجراحات بوجود لمسة فنية في العمل تجعل الجراحة التجميلية شبيهة بعمل الفنان وخاصة في عمليات تجميل الوجه، حيث يجب أن يكون التجميل ظاهراً دون معرفة ماهيته بالضبط بحيث يحتفظ المريض بشكله السابق دون تغيير دراماتيكي مع لمسة تجميل فنية تحسن الشكل. يصح هذا في الكثير من عمليات تجميل الوجه مثل عمليات تجميل الأنف وحقن البوتكس والفيلر ورأب الجفن العلوي والسفلي وشد الجبين… إلخ.
كما تصح اللمسة الفنية كذلك على العمليات التي تتعلق بتحسين الشكل العام دون إحداث تغيير جذري في مظهر الشخص مثل عمليات شد الثدي ورفعه وكذلك في شد البطن والمؤخرة ونحت الساقين وغيرها.
عندما يمتلك جراح التجميل مثل هذه اللمسة فإن نتائج جراحاته ستكون باهرة.
بعد أن يكون المريض قد استعلم جيداً عن مميزات أفضل جراح تجميل حسب ما ذكرناه سابقاً فإنه سيطلب من أحد هؤلاء المميزين موعداً للاستشارة، يجب على المريض أن يحضّر نفسه جيداً خلال الاستشارة وأن يسأل عن كل ما يقلقه ويشغل باله، هل العملية مناسبة برأي الطبيب؟ أم سيطلب تأجيلها مقترحاً معالجات دوائية بديلة مثلاً أو حمية غذائية خاصة أو تمارين رياضية معينة في بعض الحالات مثلاً؟ وفي حال كون العملية هي الخيار الأفضل المرجح فما هي نسب نجاحها ومضاعفاتها والمخاطر المترتبة عليها عاجلاً وآجلاً؟
يجب على الطبيب المميز أن يقدم للمريض شرحاً كافياً ووافياً وإجابات دقيقة عن كل التساؤلات وأن يبدد مخاوفه وهواجسه وأن يشرح له بوضوح نتائج جراحات سابقة مماثلة لحالته مستعيناً بالصور والفيديوهات.
تلعب الاستشارة دوراً مهماً في تعزيز الثقة بالطبيب وعقلنة التوقعات في حال كانت التوقعات مبالغاً بها، وبالمقابل فإن على المريض أن يخبر الطبيب بكافة أمراضه بما فيها الأمراض التي يمكن أن تكون وراثية وكذلك كافة الأدوية والمكملات التي يتناولها خشية تعارض بعضها مع العمل الجراحي وحتى يكون لدى المريض متسع من الوقت للتوقف عن بعض تلك الأدوية بعد استشارة الاختصاصي الذي وصفها أو استبدالها في حال كونها ضرورية.
يقوم جراح التجميل المؤهل بإجراء كافة عمليات التجميل ابتداءً من عمليات الجراحة التجميلية الترميمية كما في حالة أورام الثدي وشقوق قبة الحنك وشقوق الشفة وغيرها مما يهدف إلى استعادة الوظيفة والمظهر الطبيعي، كما يقوم بإجراء العديد من العمليات التي يغلب عليها الطابع الجمالي مثل تجميل الأنف وشد الوجه ورأب الجفن وحقن البوتكس والفيلر وعمليات رفع وشد الثدي وكذلك عمليات شفط الدهون وما إلى ذلك.
إلا أنه يظهر بشكل متزايد ميل باتجاه التخصص بإجراء عملية واحدة أو مجموعة من العمليات التي يشعر الجراح بأنه قادر على أن يبدع فيها، حيث يقتصر عمل بعض جراحي التجميل على جراحات الثدي مثلاً (بناء الثدي وشده ورفعه)، أو قد يقتصر عمل جراح تجميل ما على عملية تجميل الأنف مثلاً.
إذا كان من حق المريض أن يبجث عن مميزات أفضل جراح تجميل من أجل الحصول على أفضل النتائج وتجنب المضاعفات والأعراض الجانبية فإن العدل يقتضي إمكانية أن يرفض الطبيب بعض المرضى الذين لا يتقيدون بالقواعد الطبية أو المرضى الذين لديهم توقعات غير واقعية لنتائج العملية.
مثلاً عندما يطلب مريض ما عمليات نحت القوام مثلاً دون القيام بأية محاولات سابقة لاتباع حمية غذائية صحية أو ممارسة تمارين خاصة ودون أن يلمس الطبيب الجدية الكافية لدى مريضه للقيام بذلك فمن الأفضل ألا يقوم الجراح بإجراء العملية لأن النتائج لن تكون كما يرغب الطبيب ولا كما يتوقع المريض، ويصح ذلك أيضاً على النساء المقبلات على الحمل أو في حالات البدانة المفرطة، كما يصح كذلك لدى المرضى الذين يبالغون في توقعاتهم ويطلبون تغييرات كبيرة من الجراح مما يجعل العملية عرضة للفشل إلى حد كبير أو يجعلها تعطي في حال نجاحها شخصاً مختلفاً.
في ظل تزايد من يمارسون جراحة وعمليات التجميل من جراحي التجميل والأطباء من مختلف الاختصاصات وأطباء الأسنان والمساعدين الطبيين والممرضين والعاملين في المجال الصحي وصالونات التجميل والعيادات المزيفة بعد تلقيهم دورات تدريب بسيطة أو بحكم عملهم في العيادات والمراكز الطبية دون أن يكونوا جميعهم مؤهلين فعلياً للقيام بجراحات التجميل دون حدوث أية مضاعفات أو مخاطر لاحقة فإنه يغدو من الضروري البحث عن مميزات أفضل جراح تجميل.
أهم هذه المميزات تتضمن التأهيل والكفاءة واللمسة الفنية وكذلك الإجابة عن كل التساؤلات بتروٍّ وهدوء، فهذا يجعل المريض واثقاً من الحصول على ما يحتاجه من عمليات وجراحات تجميل تستعيد وظائف ونضارة الجسم دون الخوف من المضاعفات والمخاطر سواء قام الجراح بعمله منفرداً أو مع فريق طبي من الاختصاصيين، لذلك على المريض ألا ينخدع ببعض العروض المزيفة والتي تشكل في حقيقة الأمر خطراً على الصحة والجمال.
