يحمل مشط وإبهام القدم وزن الجسم خلال الحركة اليومية المستمرة، وتجري هذه الحركة عادة بشكل غريزي وعفوي، لكن عندما يحصل خلل ما في القدم أو تترافق الحركة بألم في مفصل إبهام القدم تغدو الحركة عندها محسوسة وحذرة، كما تغدو بطيئة ومتثاقلة. يشكل الورم الملتهب لمفصل إبهام القدم أو ما يعرف باسم (الوكعه) إحدى الحالات التي تقيد وتعيق النشاط البشري، وتحتاج الحالات المتقدمة إلى عملية جراحية تُدعى باسم جراحة ورم القدم الملتهب، فما هو ورم القدم الملتهب وما هي طرق علاجه؟
في هذا المقال من غومدایران سنناقش حول جراحة الورم:
ورم القدم الملتهب هو نتوء عظمي غير طبيعي عند مفصل قاعدة الإبهام بسبب الميل الشديد لإبهام القدم عن محوره الطبيعي باتجاه الأصبع المجاورة أو ميل إبهام القدم عن خط منصف الجسم الطولاني الافتراضي وابتعادها عنه باتجاه الأصابع المجاورة، وقد يترافق مع تشكل عظمي إضافي في المفصل. يمكن أن يصاب إصبع القدم الصغير كذلك بالانحراف والتشوه وعندها يسمى الوكعة الصغرى.
يترافق ورم القدم الملتهب ببعض الأعراض الظاهرية وأهمها:
يعزى تكوّن ورم القدم الملتهب إلى عوامل عدة رغم أن السبب الدقيق مجهول:
ويجادل بعض الاختصاصين في دور ارتداء الأحذية الضيقة أو الكعوب العالية، لكن المؤكد أن هذه الأحذية تجعل الوضع أسوأ.
تشير الأعراض عادة إلى ورم القدم الملتهب ويتم التشخيص عبر فحص القدم وملاحظة حجم التغيرات التي طرأت على المفصل، ويطلب الطبيب عادة صورة للمفصل بالأشعة السينية.
في البداية يسعى الجراح لعلاج ورم القدم الملتهب دون جراحة، وفي حال فشلت كل الوسائل غير الجراحية في حل المشكلة أو التخفيف من حدتها يتم اللجوء إلى جراحة ورم القدم الملتهب كخيار أخير.
تشكل الأحذية الطبية طريقة فعالة في معالجة ورم القدم الملتهب وخاصةً في الحالات البسيطة أو في الحالات التي لا يكون فيها الألم مستمراً ولا يكون فيها لدى المريض مشاكل أخرى في القدم، حيث يصمم الحذاء الطبي حسب الحالة بما يتلاءم مع حالة الشخص ويكون مريحاً في منطقة مفصل الإبهام.
يلعب الحذاء الطبي دوراً مهماً في إعادة تقويم القدم وتقليل الآلام شرط ارتدائه لفترات زمنية كافية. تدخل في نفس الإطار التعديلات التي تتم على الأحذية والحشوات التي يمكن أن تساعد في تخفيف الضغط على إبهام القدم وتقويم العظام.
يمكن أن يلجأ الطبيب للمعالجة الدوائية في المراحل المبكرة والمتوسطة بينما في الحالات المتقدمة تفيد المعالجة الدوائية في تخفيف الأعراض فقط، كما يمكن أن يلجأ الطبيب المعالج إلى حقن بعض الأدوية مثل الكورتيزون داخل المفصل للسيطرة على الأعراض الحادة وتحسين الحالة.
تفيد كمادات الثلج في تنشيط الدورة الدموية وتخفيف الوذمة والألم، حيث توضع بعض مكعبات الثلج في كيس من النايلون وتلف بمنشفة رقيقة وتوضع على منطقة المفصل لمدة عشر دقائق، وبعد عشر دقائق يمكن تطبيقها مرة ثانية وثالثة بنفس الطريقة. تعتبر هذه الطريقة فعالة في معالجة والتقليل من آلام ورم القدم الملتهب كما أنها رخيصة أيضاً.
يستخدم الليزر في معالجة الحالات البسيطة والمتوسطة، حيث يقدم الليزر نتائج رائعة في هذه الحالات لكنه غير مفيد في معالجة الحالات المتقدمة التي تخربت فيها الأنسجة المحيطة بالمفصل. يحتاج علاج ورم القدم الملتهب بالليزر عادةً إلى عدة جلسات.
يمكن أن تفيد التمارين الرياضية والمعالجة الفيزيائية في تحسين الحالة وشفائها على أن تتم تحت إشراف طبي.
شد الإصبع الكبير هو مثال على هذا النمط من التمارين:
اجلس متعامداً على الأرض وقدماك متلاصقتان، ثم ضع حزاماً مطاطياً بطول 8 سم وبعرض 0.7 سم حول الابهامين. باعد قدميك عند الاصابع وأبقِ العقبين متلاصقين على شكل حرف V. حافظ على هذا الوضع لمدة 5 إلى 10 دقائق ثم أرخ الحزام وكرر التمرين من 10 إلى 20 مرة.
يلجا الطبيب إلى جراحة ورم القدم الملتهب في الحالات المتقدمة والمعندة على العلاجات الدوائية، حيث يطلب الجراح قبل جراحة ورم القدم الملتهب صورة أشعة للقدم، كما يطلب من المريض وقف تناول مميعات الدم والأدوية التي يمكن أن تتعارض مع الجراحة، وكذلك يطلب من المريض التوقف عن تناول الطعام والشراب لمدة ثماني ساعات قبل العملية.
غالباً ما يكون تخدير جراحة ورم القدم الملتهب نصفياً، وتختلف العملية بحسب رؤية الجراح للحالة كما تختلف المعالجة حسب حالة كل مريض وكذلك حسب تقدير الجراح لدرجة التوسع في الجراحة، وعموماً يكون الإطار العام كما يلي:
حيث يجري الجراح مجموعة من الشقوق الصغيرة فوق عظام الأصبع تساعده في رد المفصل إلى مكانه بعد قطع العظم، ويمكن للجراح استخدام المسامير والصفائح المعدنية من أجل تثبيت العظم خلال فترة الشفاء ومعالجة الأنسجة الرخوة بطريقة تسرع الشفاء.
في الحالات التي يوجد فيها عدم تناظر بين جانبي المفصل يقوم الجراح بالتداخل على الأنسجة المحيطة بحيث يستعيد التوازن بين جانبي المفصل.
يزيل الجراح سطح المفصل الملتهب ويعيده إلى مكانه ويثبته باستخدام المسامير والصفائح المعدنية لتأمين الدعم الكافي للإبهام خلال عملية الشفاء.
أفضل المرشحين للخضوع إلى جراحة ورم القدم الملتهب هم:
تستمر فترة الشفاء بعد جراحة ورم القدم الملتهب من ستة أسابيع إلى ستة أشهر وتصل في بعض الحالات إلى عام. فيما يلي أهم التعليمات للوصول إلى الشفاء في أسرع وقت ممكن بعد جراحة ورم القدم الملتهب:
تحتاج إلى فترة من 6 إلى 8 أسابيع حتى تستطيع المشي على قدمك، ووفقاً لتعليمات الجراح يمكن قبل المشي أن يتم تطبيق بعض الضغط على القدم مع استخدام العكازات والحذاء الطبي الذي يساعد على بقاء إصبع القدم والأنسجة المحيطة في مكانها الصحيح.
يقلل التخدير الموضعي أو النصفي عموماً من مخاطر التخدير العام، رغم ذلك يمكن أن يتعرض المريض لبعض المخاطر والمضاعفات مثل:
ورم القدم الملتهب مرض بطيء التطور لحسن الحظ، ويبدأ عادة ببعض إشارات الألم البسيطة في مفصل الإبهام، حيث تشكل هذه الإشارات إنذاراً جيداً على وجود خلل ما في منطقة المفصل يجب الانتباه إليها ومعرفة أسبابها، وهذا يمكّن الشخص من الوقاية من تطور الحالة وبالتالي إجراء المعالجة المبكرة غير الجراحية للمشكلة وحلها من خلال ارتداء حذاء واسع مثلاً أو من خلال حشوة بسيطة داخل الحذاء أو من خلال حذاء طبي، أما في حال تجاهل الأمر والاكتفاء بالمعالجات العرضية فستتفاقم المشكلة ويزداد الأمر سوءاً وسيعاني المريض من تشوه القدم إضافة إلى الآلام المبرحة، وعندها تغدو الجراحة خياراً وحيداً للورم القدم الملتهب.
إن اختيار الجراح الماهر والمتمرس مع التقيد بتعليماته بعد جراحة ورم القدم الملتهب يشكلان أقصر طريق للشفاء والعودة إلى الوضع الطبيعي.
