تتمتع البشرة في العموم بمرونة عالية تعيد الجلد إلى شكله الأصلي بعد عمليات التمدد والشد الناجمة عن التغيرات، لكن يحدث أحياناً أن يتخطى التمدد قدرة الجلد على العودة إلى شكله الأصلي، فتحدث ندوب ناتجة عن تشققات وتمزق في أدمة الجلد، وغالباً ما تظهر تلك الآثار في مناطق التركيز العليا للدهون في الجسم مثل الصدر والبطن والفخذين والأرداف، وتظهر على شكل خطوط حمراء أو أرجوانية، ويتغير لونها تدريجياً من اللون الأسمر إلى اللون الأفتح وتتشكل علامات التمدد في الطبقة الوسطى من الجلد (الطبقة الجلدية) وهي عادة ً ما تساعد الجلد في الحفاظ على شكله وتمنحه مرونته.
ولا تشكل علامات التمدد وندوبها خطراً على الصحة في الحالات العامة، وهي تنتمي بشكل رئيسي للعيوب التجميلية البحتة، حيث أنها تعطي البشرة منظراً مزعجا يؤثر عليها ويقلل الثقة بالنفس، غير أنه يتوجب مراجعة طبيب الغدد الصماء في حال انتشارها الكبير. ورغم اختلاف أسباب ظهورها من شخص لآخر واختلاف طول علاماتها وشدة تلاصقها أو تباعدها إلا أن طرق علاجها والتخلص منها متشابهة عند الجميع.
في هذا المقال من غومدایران سنناقش التخلص من علامات التمدد:
أسباب علامات التمدد
تعد مرونة البشرة من علامات شبابها وجمالها، ويحتفظ الجلد بقدرته على استعادة شكله الأصلي لمدة طويلة، لكن التشققات وعلامات التمدد التي تظهر في الجلد تعود إلى عوامل متعددة مثل تغير في مستوى الهرمونات وزيادة سريعة في الوزن والحجم مما يجبره على التوسع لاستيعاب تلك الزيادة المفاجئة. وتتفاقم علامات التمدد عندما تقترن بزيادة هرمون الكورتيزون، حيث يسبب الكورتيزون ضعفاً في الألياف المطاطية للجلد، ويسبب تمزقاً في الطبقة الوسطى من الجلد (الأدمة) وبالتالي يسمح للجزء الموجود أسفل الأدمة بالظهور. وبالرغم من أن الأدمة تحتوي على أنسجة قوية تسمح بتمدد الجلد إلا أنه عند الزيادة الكبيرة في حجم الجسم أو زيادة العضلات فإنه ينجم تمزق الأنسجة وظهور الأوعية الدموية.
ومن أشهر الأسباب التي تتسبب في تلك الحالة:
الحمل:
تظهر علامات التمدد بشكل واضح عند غالبية النساء أثناء فترة الحمل، وخاصة في الأشهر الأخيرة للحمل والتي يزيد فيها حجم البطن مما يؤدي إلى تمدد الجلد في تلك المنطقة بالإضافة إلى العوامل الهرمونية التي تلعب دوراً في ذلك.
زيادة الوزن:
في حالة زيادة الوزن بصورة كبيرة يضطر الجلد للتمدد ليستوعب تلك الزيادة الجديدة، وهي الحالات الأكثر شيوعاً لدى الرجال.
لعب الرياضة وتغييرات الجسم:
يمكن ظهور علامات التمدد لدى رافعي الأثقال وخصوصاً في منطقة الذراعين، كما يلاحظ بعض المراهقين علامات التمدد أثناء طفرات النمو والتي تختفي بعدها بفترة.
استخدام بعض الأدوية:
إن استخدام بعض الكريمات التي تحتوي على الستيرويدات القشرية قد يسبب ظهور علامات التمدد في الجلد، وكذلك تناول أدوية تحتوي على معدل عالي من الكورتيزون يمكن أن يؤدي إلى ظهور علامات التمدد.
الإصابة ببعض الأمراض:
إن الإصابة ببعض الأمراض قد تسبب في ظهور علامات التمدد في الجلد ومنها أمراض الغدة الكظرية ومتلازمة مارفان ومتلازمة كوشينغ (وهي اضطراب وزيادة في معدلات إفراز هرمون الكورتيزون والتي من أعراضها زيادة الوزن المفاجىء) ومتلازمة إهلرز دانلوس (وهي خلل في بناء الأنسجة الضامة ونقص إفراز الكولاجين في البشرة والتي تؤدي إلى نقصها إلى ضعف مرونة الجلد وعدم استجابته للتمدد الطبيعي حتى مع التغييرات البسيطة)، كما يمكن أن يعود ضعف مرونة الجلد إلى الاضطرابات الوراثية (الجينية).
الجراحات:
من الممكن ظهور علامات تمدد الجلد بعد القيام ببعض الجراحات مثل عملية تكبير الثدي، حيث تظهر علامات حمراء في محيط الصدر.
علاج علامات التمدد الحمراء
من أهم الطرق المتبعة في علاج علامات التمدد الحمراء هي وسائل التقشير الموضعي ومنها:
العلاج بالليزر
تعمل أشعة الليزر على تفتيت خلايا الطبقة السطحية للجلد مسببة حدوث التهاب واحمرار فيه، وهذا بدوره
ينشط إفراز الكولاجين في البشرة
لمعالجة هذا الالتهاب
مما يؤدي إلى تحسن ملحوظ جداً في علاج
علامات التمدد.
التقشير الكريستالي
يعتمد على تقشير الطبقة السطحية للبشرة باستخدام كريستالات دقيقة تعمل على إظهار الطبقة التالية فيها والتي تكون أنعم وليس بها علامات تمدد كبيرة، وبتكرار عملية التقشير على جلسات متتالية يمكن الحصول على نتيجة أفضل في إخفاء علامات التمدد.
التقشير الكيميائي
يعتمد على تقشير الطبقة السطحية للبشرة باستخدام مواد كيميائية معينة، وطريقة عمله شبيهة بالتقشير الكريستالي والتقشير بالليزر إلا أن تأثيره أكبر وأعمق.
حقن الميزوثيرابي
يحتوي علاج علامات التمدد بحقن الميزوثيرابي على الكثير من الأحماض الأمينية والفيتامينات التي يمكن حقنها داخل النسيج الندبي أو تحته لتحفيز الخلايا على صنع الإيلاستين والكولاجين في النسيج الضام.
العلاج باستخدام الإبر الدقيقة (مايكرونيدلينج)
يتم استخدام الإبر الدقيقة من خلال أجهزة الديرما رولر اليدوية أو أجهزة الإبر الدقيقة الكهربائية (ديرما بين) والتي تساعد على التخلص من الجزء السطحي من الجلد المتشقق وتفسح مجالاً للطبقات السفلى الأكثر شباباً ونضارةً، كما أنها تفتح قنوات للمواد المغذية التي يتم تطبيقها على البشرة وبذلك تمنحها الفرصة ليتم امتصاصها بفعالية أكبر في طبقة الأدمة.
الكريمات التي تحتوي على الريتينويد
تعتبر هذه الكريمات مقشرات خفيفة وقد تخلط بالمرطبات لتساعد على تجديد خلايا البشرة وزيادة مرونتها.
المرطبات الموضعية
إن الكريمات المرطبة والتي تحتوي على الزيوت الطبيعية – كزيت جوز الهند وزيت الزيتون وزبدة الكاكاو – وفيتامين أي تزيد مرونة البشرة مما يساعد على تحسين شكل علامات التمدد الحمراء خلال فترة علاجها، وهذا يحتاج إلى مدة طويلة ويصاحبها تدليك منتظم ومستمر.
نوعية الغذاء وشرب الماء بكثرة
إن تناول الأغذية التي تحتوي على الفيتامينات أ وهـ وسي والزنك والبروتين تساعد البشرة على سرعة البناء والتجدد وتزيد من مرونتها وتفتيح التصبغات فيها. كما أن شرب الماء بكثرة يعالج الجفاف وضعف إنتاج الكولاجين والإيلاستين والتصبغات.
علامات التمدد بعد الولادة
أثناء الحمل والرضاعة يتغير التركيب الهرموني للجسم مما يؤثر على الجلد ويصبح أرقّ فلا يسمح للخلايا بالانقسام بالمعدل المطلوب فتحدث تمزقات مجهرية للطبقة العليا في هذه الأماكن ويتم استبدال البشرة بالألياف الضامة للأدمة.
ويكثر ظهور علامات التمدد خلال الشهرين السادس والتاسع من الحمل، وقد يستمر وجودها بعد الولادة في حال فقدان الوزن الكبير خلال فترة قصيرة. لذلك من أفضل الطرق لتجنب ظهور هذه العلامات عدم زيادة الوزن بشكل كبير وسريع وذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي وبإشراف الطبيب يضمن اكتساب الوزن بمعدل ثابت وخسارته بعد الولادة بشكل تدريجي أيضاً وذلك تجنباً لحدوث تمزق في أنسجة الكولاجين والإيلاستين. ولا تختفي هذه العلامات بعد الولادة إلا أنها تصبح أقل وضوحاً، حيث يتلاشى التصبغ ويصبح لون العلامات أفتح من الجلد المحيط بها لكن نسيجها وملمسها يبقيان كما هما، وهذا يحتاج من 6 إلى 12 شهراً بعد الولادة.
علامات التمدد عند الرجال
من المتداول أن علامات تمدد الجلد تصيب النساء فقط، وهذا المفهوم خاطئ لأن نسبة 25% من الإصابات هي من نصيب الرجال.
وتنشأ علامات التمدد عند الرجال بسبب طفرات النمو خلال فترة البلوغ أو زيادة الوزن المفاجئة أو الزيادة السريعة في كتلة العضلات أثناء ممارسة الرياضة، كما تنشأ بسبب شد البشرة بسرعة كبيرة وصعوبة مواكبة النسيج الضام الأساسي الذي هو الهيكل الداعم الذي يمنح الجلد مرونته وقوته، هذا بالإضافة إلى الدور الوراثي والهرموني لدى الرجال.
يؤدي تناول بعض الأدوية على خلفية اكتساب الكتل العضلية خلال ممارسة بعض أنواع الرياضة (كمال الأجسام ورفع الأثقال) إلى أمراض هرمونية وتقلبات حادة في الوزن، وينجم عنها ظهور علامات التمدد.
علامات التمدد عند الرجال تشبه العلامات التي تصيب النساء، فتكون على شكل خطوط متموجة حمراء ثم وبمرور الوقت تتحول إلى اللون الأفتح، وتظهر على البطن والأرداف والفخذين وأعلى الذراعين وبطة الرجل. ومن الممكن تجنبها قبل ظهورها وذلك باكتساب الوزن أو خسارته ببطء (حيث يمنح البشرة وقتاً كافياً للتكيف مع التمدد) مع الحفاظ على رطوبة البشرة لمنحها المرونة التي تحتاجها للتوسع وإعادة الانقباض.
هل علامات التمدد الحمراء تختفي؟
غالباً لا تختفي علامات التمدد الحمراء بشكل تام وخاصةً عند التأخر في علاجها وتحولها إلى لون أغمق، لكن يمكن أن تتحسن بشكل كبير بحيث تصبح غير ملحوظة.
يتوقف هذا على عدة عوامل منها:
- درجة مرونة الجلد.
- المرحلة العمرية التي تظهر فيها هذه العلامات.
- قابلية الجسم نفسه للتجدد.
- تقبل العلاج الذي سيؤدي إلى تحسن البشرة.
إن ترطيب البشرة المستمر والمكثف هو من أهم العادات التي تساهم في عدم حدوث علامات التمدد الحمراء من الأصل أو علاجها بسهولة إذا حدثت وخاصةً عند حدوث زيادة مفاجئة في الوزن وتمدد في البشرة مثلما يحدث في حالات الحمل.
إزالة علامات التمدد بالليزر
إن استخدام تقنية الليزر في إزالة علامات التمدد يعمل على تقشير الطبقة الخارجية من الجلد لإعادة هيكلته، وذلك باستخدام حزم الضوء بكميات مركزة لتحفيز الجلد على النمو. كما يعتمد على نوع العلامات فيكون تأثيره كبيراً على علامات التمدد الحمراء الجديدة، أما العلامات القديمة البيضاء فمن الصعب إزالتها.
ولليزر عدة أنواع في علاج علامات التمدد منها:
- الليزر الاستئصالي: يعالج علامات التمدد بتدمير الطبقة العليا من الجلد فتتكون طبقة جديدة ملساء.
- الليزر غير الاستئصالي: يعمل على تعزيز إنتاج الكولاجين من الداخل إلى الخارج دون استهداف الطبقة العليا من الجلد.
- الليزر الجزئي (fraxel): ويعمل على إعادة تسطيح الجلد بشكل دقيق فتتشكل أنسجة فتية بدلاً من النسيج الضام مما يسمح بتوحيد لون البشرة وتغيير بنية علامات التمدد، وبعد ذلك تختفي علامات التمدد تماماً أو تصبح غير مرئية تقريباً، وتعتبر هذه التقنية من أكثر الطرق فعالية في علاج علامات تمدد الجلد القديمة والباهتة.
ولاستخدام الليزر ايجابيات عديدة منها:
- يعتبر استخدام الليزر آمناً بشكل عام.
- آثاره الجانبية مؤقتة وتختفي سريعاً.
- من النادر حدوث ضرر زائد في الجلد بسبب تركيز حزم الضوء على مناطق محددة دون التأثير على المناطق خارج نطاق الشعاع.
- يجري العلاج تحت تأثير التخدير الموضعي، وفترة التعافي قصيرة ويمكن العودة سريعاً لممارسة الروتين اليومي مع تجنب الرياضات الشاقة.
من سلبيات استخدام الليزر أنه في بعض الحالات القليلة قد تحدث مضاعفات مثل التقرح والذي يسمح للبكتيريا باختراق الجلد، كما يمكن حدوث تغيير في لون الجلد أو التندب.
خاتمة
تنتج علامات التمدد من تقلص الجلد بعد تمدده لأي سبب كان مثل زيادة الوزن ثم خسارته أو مثل الحمل والولادة أو في حالات التوقف عن ممارسة الرياضة. وهناك العديد من الطرق غير الجراحية التي تفيد في التخلص من علامات التمدد في الجلد بما في ذلك الليزر والتقشير الكيميائي والكريستالي والميزوثيرابي ومايكرونيدلينج وحقن الكريمات وغيرها.