ترهلات الجسم
قد تكون ترهلات الجسم أمراً مرعباً للكثيرين وتؤثر على الثقة بالنفس والنظرة إلى الذات، وهي تحدث بشكل عام عندما يفقد الجلد مرونته بسبب قلة إنتاج الكولاجين والإيلاستين في الجسم أو عندما يخسر الجسم بعضاً من الأنسجة والدهون مثلما يحدث عند فقدان الوزن الشديد. ومهما كانت أسباب حدوث ترهلات الجسم فبمجرد حدوثها يصعب التخلص منها، وهنا يبدأ الناس بالبحث عن طرق علاج ترهلات الجسم ويبدؤون بمراجعة عيادات التجميل والاستشاريين الطبيين لمعرفة إن كان يمكن علاج ترهلات الجسم بالكريمات أو باتباع أسلوب حياة صحي أو بالإجراءات التجميلية غير الجراحية أم إن كان لا بد من إجراء عملية جراحية للتخلص من ترهلات الجسم هذه.
نحاول في هذه المقالة أن نغطي كافة الجوانب المتعلقة بترهلات الجسم مثل أسبابها والأماكن التي تحدث فيها وأضرارها وطرق تجنبها وعلاجها. يرجى متابعة القراءة حتى النهاية.
ما هي أسباب ترهلات الجسم؟
أهم أسباب ترهلات الجسم تتضمن ما يلي:
فقدان الوزن السريع
رغم المرونة الطبيعية للبشرة فإن أحد أكبر أسباب ترهل الجسم هو فقدان الوزن السريع. عندما نكتسب الوزن فإن بشرتنا تتمدد حتى تستوعب أية دهون زائدة، وإذا فقدنا كل تلك الدهون فجأة من خلال التمارين المكثفة أو اتباع نظام غذائي أو إجراء عملية إنقاص الوزن فمن الشائع أن يترهل جلدنا بعد ذلك. وبناءً على أشياء مثل العمر وصحة البشرة والعوامل الوراثية ومدة زيادة الوزن قد يستغرق الأمر وقتاً حتى يعود الجلد إلى طبيعته، وفي بعض الحالات قد يبدو الجلد مترهلاً قليلاً بشكل دائم.
الحمل والولادة
يؤدي الحمل والولادة حتماً إلى تمدد الجلد وخاصةً في منطقة البطن ولكن أيضاً في أماكن أخرى مثل الوجه والساقين والأرداف. في حين تكون بعض النساء محظوظات بأن يعانين من القليل من ترهل الجلد بعد الولادة إلا أنه من الطبيعي تماماً مشاهدة بعض ترهلات الجسم والرغبة في التخلص منها.
التقدم بالسن
من المعروف أن بشرتنا تترهل مع تقدمنا في العمر وذلك لأن أجسامنا تنتج كمية أقل من الكولاجين كلما تقدمنا بالسن، والكولاجين هو بروتين ويشكل لبنة بناء رئيسية للبشرة، وهو ما يحافظ أساساً على المرونة.
أين تحدث ترهلات الجسم؟
أهم الأماكن التي تحدث فيها ترهلات الجسم تتضمن:
- البطن
- الوجه
- الرقبة
- الأرداف
- الذراعين
- الرجلين
ما هي المخاطر الصحية التي تؤدي إليها ترهلات الجسم؟
بالإضافة إلى التحديات العاطفية بسبب وجود الكثير من الجلد المترهل في الجسم فإن هناك أيضاً بعض المخاطر الصحية المحتملة، حيث يمكن أن تتقرح ثنايا الجلد أو حتى تلتهب إذا لم يتم تنظيف داخلها وتحتها بانتظام، وقد يؤثر وجود جلد مترهل أيضاً على قدرة الشخص على التحرك بسرعة.
كيف نتجنب تشكل ترهلات الجلد قبل حدوثها؟
إن أفضل طريقة لتجنب تشكل الكثير من ترهلات الجسم هي تجنب فقدان كميات كبيرة من الوزن دفعة واحدة، وإذا أردت فقدان الوزن فيجب القيام بذلك تدريجياً بدلاً من فقدانه خلال بضعة أسابيع فقط، وبهذا تحصل بشرتك على مزيد من الوقت للعودة إلى شكلها الأصلي.
إذا كانت لديك هواجس بشأن الجلد المترهل وتأثيراته المحتملة على صحتك وعافيتك فإننا نوصيك بالتحدث مع طبيبك. هل لديك رغبة بإنقاص الوزن لكن لديك حرصاً على تجنب ترهل الجلد؟ في هذه الحالة يجب أن يكون اختصاصي التغذية قادراً على مساعدتك في إيجاد طريقة لفقدان الوزن ببطء مع الحفاظ على صحتك ومحاولة الحفاظ على نضارة بشرتك وإبقائها بأفضل شكل ممكن.
هناك عوامل أخرى للوقاية من ترهلات الجسم تتضمن تجنب التدخين والتعرض كثيراً لأشعة الشمس المباشرة وخاصة في وقت الظهيرة بالإضافة إلى تدليك الجلد بزيت الصبار بشكل منتظم وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وشرب كميات كافية من الماء للحفاظ على نضارة البشرة.
ما هي أهم طرق علاج ترهلات الجسم؟
تختلف طريقة علاج ترهلات الجسم بحسب شدة هذه الترهلات، فكلما كانت الترهلات أشد كان لا بد من طريقة أكثر توغلاً لعلاجها. سنستعرض فيما يلي أهم طرق علاج ترهلات الجسم بشكل متدرج من الأقل توغلاً إلى الأكثر توغلاً.
كريمات شد البشرة
يمكن استخدام الكريمات من أجل علاج ترهلات الجسم الخفيفة، كما يمكن استخدامها للوقاية من حدوث هذه الترهلات قبل أن تحدث. والكريمات المناسبة لشد البشرة تتضمن تلك التي تحتوي على الريتينويدات التي هي مشتقات كيميائية من فيتامين A، فهذه الكريمات تزيد من تكاثر خلايا الجلد ونضجها ودورانها.
كما يمكن أيضاً استخدام الكريمات التي تحتوي على حمض الهيالورونيك الذي يجذب جزيئات الماء ويحتفظ بها مما يزيد من ترطيب البشرة، وهذا يساعد في تقليل عمق التجاعيد وزيادة نضارة البشرة والتخلص من ترهلات الجلد الخفيفة.
بالمقابل يوصى بتجنب منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على اللانولين بسبب ارتباطه بزيادة مطردة في معدل التهاب الجلد التماسي أو حساسية البشرة.
ممارسة التمارين الرياضية
إن ممارسة التمارين الرياضية تساعد في بناء كتلة عضلية تحت الجلد مما يمكن أن يساعد في تقليل مظهر الجلد المترهل وخاصةً إذا كان ترهل الجسم ناتجاً عن فقدان الوزن. فإذا أدت الدهون الزائدة إلى تمدد الجلد لفترة طويلة فقد يفقد الجلد بعض قدرته على الانكماش عند فقدان الوزن، ولهذا فإن استبدال الدهون المفقودة بكتلة عضلية يمكن أن يؤدي إلى تقليل ظهور ترهلات الجسم.
إذا كان ترهل الجلد ناتجاً عن الحمل والولادة فيُنصح باستشارة الطبيب قبل ممارسة التمارين الرياضية لأنه قد تكون هناك بعض الحركات التي يجب تجنبها.
رغم أن التمارين الرياضية فعالة إلى حد ما في علاج ترهلات الجسم إلا أنه لم تثبت حتى الآن فعالية تمارين الوجه في التخلص من ترهلات الوجه.
تدليك منطقة الترهلات
يمكن أن يؤدي تدليك الجلد المترهل إلى زيادة تدفق الدم والمساعدة في إثارة استجابة مضادة للتقدم بالسن. وقد بينت إحدى الدراسات أن التدليك المنتظم بأداة تدليك متذبذبة يتم تشغيلها يدوياً يضخم التأثيرات الإيجابية لكريمات شد البشرة.
بالإضافة إلى التدليك يمكنك أيضاً استخدام مقشر الملح أو السكر لزيادة تدفق الدم في الجلد.
الإجراءات التجميلية لعلاج ترهلات الجسم
هناك العديد من الإجراءات التجميلية التي يمكن أن تساعد في علاج ترهلات الجسم الخفيفة والمتوسطة وخاصةً ترهلات الوجه، وهذه الإجراءات تتضمن ما يلي:
- التقشير الكيميائي: يمكن أن تؤدي إزالة الطبقة الخارجية من الجلد القديم إلى التقليل من مظهر الجلد المترهل أو المتجعد على الوجه والرقبة، فعندما يتم تقشير الجلد القديم يكون الجلد تحته أقل تجعداً وأكثر نعومة.
- التقشير بالليزر: يُعرف هذا الإجراء علمياً باسم ”إعادة التسطيح بالليزر الاستئصالي“، وهو مشابه للتقشير الكيميائي من حيث الوظيفة لأنه يزيل الطبقة الخارجية من الجلد القديم، كما يقوم الليزر أيضاً بتسخين الطبقات الموجودة أسفل الطبقة العليا، وهذه الحرارة تعزز إنتاج الكولاجين مما يشد البشرة ويزيد من نضارتها.
- شد الجلد بالأمواج فوق الصوتية: هذا الإجراء يَستخدم الحرارة لتحفيز إنتاج الكولاجين، حيث تنتقل الطاقة المركزة للأمواج فوق الصوتية عبر سطح الجلد لتسخين طبقات أعمق.
- علاج ترهلات الجلد بالترددات الراديوية: هذا شكل آخر من أشكال نقل الطاقة الآمن الذي يسخن الجلد لتحفيز إنتاج الكولاجين، حيث تركز هذه الطريقة على الطبقة الخارجية من الجلد.
- العلاجات التي تجمع بين الترددات الراديوية والضوء النبضي المكثف: حيث يعمل هذا الإجراء المشترك على تسخين طبقات الجلد الخارجية والعميقة لتسهيل إنتاج الكولاجين.
- حقن البوتكس: يتم في هذا الإجراء حقن مادة بوتولينوم توكسين المعروفة بأثرها في إرخاء التجاعيد. في حين أن هذا الإجراء ليس الأكثر شمولاً إلا أنه يتطلب وقتاً أقل للتعافي ويقلل من ظهور الجلد المترهل عند حقنه في مناطق معينة تعمل العضلات فيها في مواجهة بعضها بعضاً.
العمليات الجراحية لعلاج ترهلات الجسم
توجد عمليات جراحية لإزالة الجلد المترهل يتم اللجوء إليها في حالات ترهلات الجلد المتوسطة والشديدة، وهذه العمليات الجراحية تتضمن ما يلي:
- عملية شد البطن: تتم في هذه العملية إزالة الجلد الزائد من البطن.
- عملية شد الجزء السفلي من الجسم: تتم في هذه العملية إزالة الجلد الزائد من البطن والأرداف والوركين والفخذين.
- عملية شد الجزء العلوي من الجسم: تتم في هذه العملية إزالة الجلد الزائد من الثديين والظهر.
- عملية شد الفخذ: تتم في هذه العملية إزالة الجلد الزائد من داخل وخارج الفخذين.
- عملية شد الذراع: تتم في هذه العملية إزالة الجلد الزائد من الذراعين.
- عملية شد الوجه والرقبة: تتم في هذه العملية إزالة الجلد الزائد من الوجه والرقبة.
- عملية شد الجبين: تتم في هذه العملية إزالة الجلد الزائد من الجبهة.
عادةً ما يتم إجراء عدة عمليات على أجزاء مختلفة من الجسم على فترة سنة أو سنتين وذلك حسب الأماكن التي حدثت فيها ترهلات الجسم.
يمكن أيضاً الإشارة إلى عمليات نحت الجسم هذه باسم عمليات الشد أو الرفع، حيث يتم فيها إجراء شق جراحي وإزالة الدهون الزائدة والجلد الزائد. عادةً ما تتطلب هذه العمليات الجراحية إقامة في المستشفى تليها فترة التعافي في المنزل.
الخلاصة
يمكن أن تؤدي ترهلات الجسم إلى مشاكل بدنية ونفسية، وهناك عدة طرق لتقليلها أو تجنبها، كما أن هناك العديد من طرق علاج ترهلات الجسم سواء بالكريمات التي تعزز إنتاج الكولاجين أو بالممارسات الصحية أو بالإجراءات التجميلية قليلة التوغل أو حتى بإجراء عمليات جراحية في حال كان الترهل شديداً.