السياحة الطبية في ايران
تحتل ايران موقعاً جغرافياً متميزاً في غرب آسيا وجوار الشرق الأوسط والمنطقة العربية، ولديها كادر طبي رفيع المستوى مؤهل من أرقى الجامعات العالمية والايرانية دون أن نغفل الأجهزة المتطورة والتقنيات الحديثة المتطورة فيها وتكاليف الرعاية الصحية المنخفضة وتسهيلات المرضى الدوليين، وهذا يجعلها مركز استقطاب ونواة جذب للسياحة الطبية.
ساعد القرار الصادر في عام 2003 المتضمن تأسيس قسم المرضى الدوليين والمستشفيات في وزارة الصحة الإيرانية على حدوث قفزة في مجال السياحة الطبية في ايران، حيث تم إصدار تصاريح السياحة الصحية لحوالي 98 مستشفى و14 شركة سفر من جميع أنحاء البلاد حتى عام 2020، وبالتالي شكلت المستشفيات والمراكز الصحية والبنية القانونية والكادر الطبي النوعي مرتكزاً أساسياً لتطوير السياحة الطبية في ايران، حيث قدمت الخدمات العلاجية (على سبيل المثال) لأكثر من 600 ألف سائح في العام الماضي.
تأسست العديد من شركات السياحة الطبية في ايران على طول البلاد وعرضها، كما خصصت المستشفيات أقساماً خاصة للمرضى الدوليين، فما الذي يمكن أن تقدمه شركات السياحة الطبية في ايران للمريض؟
تقوم شركات السياحة الطبية بتأمين كافة الخدمات اللوجستية الأساسية اللازمة لرحلة المعالجة التي تتضمن الاهتمام بأمور المريض قبل وصوله إلى ايران وعند وصوله إلى المطار وأثناء تواجده في ايران إلى أن يغادرها ويعود إلى بلده، ويستمر الاهتمام حتى بعد عودته إلى بلده. سنرى ذلك بالتفصيل.
الجراحة التجميلية في ايران
إن تاريخ الجراحة التجميلية في ايران قديم، وهناك كثير من الأدلة عن أن خبراء الصحة الإيرانيين قد قاموا بإجراء عمليات لأسباب تجميلية، ومع أن الكثير من الكتب الطبية قد تعرضت للتلف في هجمات العرب والإسكندر على ايران إلا أن بعض حالات عمليات الترميم قد شوهدت في بلاد فارس القديمة؛ فعظم الجمجمة الذي اكتُشف في موقع شهر سوخته في زابل الإيرانية كانت فيه عين اصطناعية.
قبل قرن من ”أبو علي سينا“ – الطبيب الإيراني المشهور – تحدث زكريا الرازي عن عملية التجميل في موسوعته المشهورة (الحاوي) والتي هي واحدة من أغنى مصادر علم الطب، وقد شرح طريقة إجراء عملية الانف في كتابه، لكن الولادة الحقيقية لعملية التجميل الاحترافية كما نراها اليوم تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر.
خدمات السياحة الطبية عند الوصول إلى ايران
تقوم شركات السياحة الطبية في ايران – ومن بينها شركة غومد ايران – باستقبال المريض في المطار منذ لحظة وصوله وتأمين النقل من المطار والإقامة والحجز في الفندق وصولاً إلى تحديد موعد للمريض في المستشفى أو العيادة مع الجراح، وتأمين كافة احتياجات المريض في الفندق والمستشفى، وتحديد موعد إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة وصولاً إلى تحديد موعد العملية والاستعدادات اللازمة قبل العملية.
تتطلب بعض العمليات وجود مرافق للمريض بعد العملية، لذلك تتكفل الشركة بتقديم مرافق يلازم المريض ويلبي احتياجاته في حال عدم وجود مرافق معه.
إن وجود مترجم بلغة المريض الوطنية أو اللغة الانكليزية منذ وصول الزائر إلى المطار يجنب المشاكل المتعلقة بالتواصل مع الناس، حيث يرافق المترجم المريض خلال كامل الرحلة حتى مغادرته ايران.
البرامج والزيارات إلى الأوابد الأثرية والثقافية والدينية: في الحالات التي يرغب فيها الزائر بالتعرف على المعالم السياحية أو عندما يكون لديه الوقت للتعرف على عادات الشعوب الايرانية وتقاليدها فإن شركات السياحة الطبية في ايران توفر له ذلك ضمن باقاتها المنوعة، وتتيح له زيارة المناطق الطبيعية الخلابة والينابيع المعدنية الحارة والمعالم الأثرية، حيث تعد إيران من البلدان الغنية جداً بالآثار ومناطق الجذب الطبيعية. كما تتيح لهم هذه الجولات السياحية الاحتكاك بالشعب الإيراني الودود والمضياف والتعرف على العادات والتقاليد في هذه المناطق.
ما الذي تقدمه شركات السياحة الطبية للمريض قبل القدوم إلى ايران؟
يمكن للمريض عبر الدخول إلى موقع الشركة أن يسأل أحد المستشارين الصحيين عن حالته الصحية وعن العملية وتكلفتها التقريبية، حيث يتلقى بعض الإجابات الأولية مثلاً، كما يعمل المستشار على تأمين استشارة مجانية مع الطبيب، ويمكن للطبيب أن يطلب من المريض إجراء فحوص وتحاليل خاصة يمكن أن تقلل الزمن اللازم للإقامة في ايران، كما يمكن تقديم مجموعة من النصائح التي تتعلق بالثياب التي على المريض إحضارها معه بسبب اختلاف المناخ مثلاً، هذا عدا عن تأمين الفيزا وحجز الطائرة دون أن ننسى عروض الأسعار الأولية والتكلفة التقديرية للعملية والرحلة.
العناية والإشراف بعد السفر من إيران
لا تنهي شركات السياحة الطبية مهمتها عند سفر المريض، بل تستمر بتقديم النصائح والتعليمات الضرورية له، ويمكن أن تشكل جسر تواصل بين المريض والطبيب في حال وجود مضاعفات أو أحداث طارئة تستدعي ذلك.
الجيل الجديد من جراحي التجميل في ايران
في نهاية القرن العشرين اندلعت حرب امتدت لثماني سنوات بين العراق وايران وخلَّفت مليون ضحية وعدة ملايين من الجرحى، وأدت هذه الحرب إلى زيادة شديدة في أعداد الناس الذين يحتاجون إلى عمليات تجميل ترميمية، وهذا شق الطريق أمام تطور علم الجراحة التجميلية والترميمية وزيادة خبرة جراحي التجميل الإيرانيين.
قام الدكتور سيروس أوسانلو – المعروف بأنه أبو الجراحة التجميلية في ايران – بتدريس جيل من جراحي التجميل، والكثير من طلابه هم اليوم من بين أشهر جراحي التجميل في العالم.
لماذا تشكل ايران الوجهة الأكثر شعبية في السياحة الطبية؟
هناك العديد من الأسباب التي تجعل السياح الطبيين يفضلون التوجه إلى ايران دون غيرها من الوجهات السياحية المنافسة (تركيا والهند مثلاً)، حيث استقبلت ايران أكثر من 600 ألف من السياح الطبيين في عام 2020، ويعود ذلك إلى:
- وجود كادر طبي متميز حاصل على شهادات وتخصصات وزمالة من أرقى الجامعات الإيرانية والعالمية ولديه تخصصات دقيقة في العديد من المجالات، ويتابع التطورات العلمية والتقنية عبر المشاركة في المؤتمرات والأبحاث والدراسات العلمية بالإضافة إلى ممارسته اليومية والمستمرة للعمليات الجراحية والتجميلية في مستشفيات ومراكز صحية متطورة ومجهزه بأحدث التقنيات المبتكرة، هذا دون أن ننسى وجود كادر تمريضي وفني مؤهل ومدرب. وليس عبثاً أن تدعى ايران عاصمة تجميل الأنف في العالم، بل هي تتحول شيئاً فشيئاً لتصبح أحد أبرز أقطاب السياحة التجميلية في العالم.
- التكلفة: تصل تكلفة العمليات الجراحية في ايران إلى أجزاء من تكلفتها في بلدان أخرى، حيث يستطيع المريض السفر وإجراء العملية والقيام ببعض الأنشطة السياحية والعودة إلى بلده دون أن تصل التكلفة الإجمالية إلى نصف ما سيدفعه المريض في بلده (على سبيل المثال تصل تكلفة تجميل الأنف في أميركا إلى عشرين ألف دولار بينما لا تتجاوز تكلفتها في ايران ثلاثة آلاف دولار مع احتساب تكاليف السفر والإقامة وغيرها). أما في تركيا وهي المنافس الرئيسي لإيران فهي أغلى من ايران بنسبة 50% تقريباً، بينما المكسيك والهند فهما أغلى من ايران بنسبة 50-100% تقريباً.
إن التكلفة المنخفضة للعمليات في ايران تعود إلى سعر صرف العملة المنخفض قياساً بالعملات الأجنبية ولا علاقة لها بمستوى وجودة العمليات في ايران، وكما ذكر في الفقرة السابقة فإن أطباء ايران متميزون بخبرتهم العالية ومهارتهم المشهود لهم بها.
- لا وجود لقوائم انتظار: يتم تقديم تسهيلات خاصة للسياح الطبيين، فإلى جانب الأطباء المميزين والعمليات النوعية يتم استثناء المرضى الدوليين من قوائم الانتظار، ذلك أنهم يقومون بإجراء عملياتهم في اليوم التالي لوصولهم إلى ايران، هذا في حين قد يتطلب الأمر عدة أشهر وحتى سنوات من الانتظار في بلدان أخرى.
- الرعاية الصحية بعد العملية: لا يعتبر الجراحون أن دورهم قد انتهى بمجرد انتهاء العملية، بل يتابعون الإشراف على المرضى لضمان الوصول إلى أفضل النتائج ويعاونهم على ذلك كادر تمريضي وفني مؤهل ومدرب جيداً.
- المروحة الواسعة من العمليات الجراحية: يقوم الجراحون الإيرانيون بمروحة واسعة من العمليات ابتداءً من عمليات فتح الجمجمة المعقدة إلى عمليات القلب المفتوح وعلاج العقم وطفل الأنبوب وصولاً إلى استئصال الأورام دون أن ننسى عمليات التجميل التي تشهد لهم بالمهنية والكفاءة والتي يقصدهم المرضى لأجلها من شتى أصقاع الأرض مثل تجميل الأنف وتصغير الثدي وتكبيره وشده، وشد الوجه وشد البطن وزراعة الشعر في ايران وشد المؤخرة وعمليات زرع وتجميل الأسنان وغيرها الكثير.
الخبرة العالية لجراحي التجميل الإيرانيين
في أيامنا هذه يقدَّر عدد جراحي التجميل في ايران بأنه 300 بالمقارنة مع عدة آلاف من الجراحين في الولايات المتحدة، ومن ناحية أخرى فإن عدد عمليات التجميل التي يتم إجراؤها في ايران هو نفس ما يتم إجراؤه في الولايات المتحدة الأمريكية، وبمقارنة بسيطة فإن الجراحين الإيرانيين يقومون بإجراء عمليات تجميل أكثر بحوالي 10 أضعاف إلى 15 ضعفاً مما يقوم نظراؤهم في الولايات المتحدة بإجرائه، ولهذا فإن الجراحين الإيرانيين خبراء وماهرون إلى هذا الحد فقد قاموا بإجراء الكثير جداً من العمليات، وهذا العدد المتميز مع امتزاجه مع الطلب الواسع على عمليات التجميل فقد أدى إلى مستوىً عالٍ من قدرة وخبرة جراحي التجميل الإيرانيين.

غومدايران للسياحة الطبية في إيران
تعد إيران مكاناً رائعاً لإجراء علاجات عالية الجودة بتكلفة منخفضة، حيث أنك ستجد بعضاً من أفضل الأطباء والجراحين في إيران ويمكنك أن تتوقع الحصول على نتائج رائعة من العلاجات التجميلية في هذا البلد.
كل ما عليك فعله هو التواصل مع غومدايران وإخبارهم بما تحتاجه والسماح لهم بالمساعدة في ترتيب كل شيء من أجلك. سوف تقوم غومدايران بتعريفك على فضل الأطباء الموثوق بهم وترشدك إلى أفضل المستشفيات في إيران.
خاتمة
مع التخطيط الجيد يمكن أن تساعدك السياحة الطبية في الحصول على العلاج الذي تحتاجه بأسعار أقل ونتائج جيدة، وبهذا يمكنك الاطمئنان إلى أنك ستحصل على نتائج جيدة من علاجك.
السياحة في ايران
إيران هي البلد السابع عشر في العالم من حيث المساحة مع عدد سكان يزيد على 80 مليون نسمة، وقد تم تصنيفها من بين أول خمسة بلدان في العالم من حيث المعالم السياحية الطبيعية والأثرية القديمة، وإيران بلد آمن جداً مع شعب مضياف، وليس عليك إلا أن تسأل شخصاً كان قد سافر إلى ايران عن هذا، كما أن المعالم السياحية المعمارية الاستثنائية والطعام الشهي والتاريخ الذي يمتد على عدة آلاف من السنوات ليست إلا بعض الأسباب التي تجعل السياح يحبون ايران.
كلمة أخيرة
تتمتع ايران بميزات تنافسية هائلة تجعلها قبلة للسياح الطبيين من مختلف أنحاء العالم، ابتداء من الخبرات الهائلة والمتنوعة لجراحيها، ومستوى التجهيزات الحديثة والمتطورة لمستشفياتها ومراكزها الصحية التي تضاهي المستشفيات والمراكز الأوربية والأمريكية، والتنوع الواسع والشامل للعمليات التي تقدمها بما فيها عمليات التجميل بتكلفة تقل بنسبة كبيرة عن البلدان المنافسة مع الحفاظ على النوعية والجودة العالية.
تشكل شركات السياحة الطبية في ايران مثل شركة غومدايران عبر خدماتها الواسعة عاملاً مهماً آخر، حيث تؤمن للزائر كل ما يحتاجه للوصول والمغادرة وترافقه خلال كامل رحلته العلاجية في ايران، مما يجنبه مشاكل الاغتراب واللغة ويشعره أنه بين أهله وذويه.
من خلال زيارتك لإيران التي تعتبر إحدى أفضل عشر وجهات للسياحة الطبية في العالم وتتعرف على معالمها السياحية والدينية وطبيعتها الخلابة وتنجز العملية الجراحية المرجوة فإنك ستحقق الصحة البدنية والمتعة الروحية في آن معاً.