نظراً للانتشار الواسع لانحراف الحاجز الانفي (انحراف الوتيرة) بين الناس وتأثيره على نمط حياتهم وصحتهم فإن حل هذه المشكلة أمر جوهري، حيث أن عملية إصلاح الحاجز الانفي هي إحدى أشهر طرق تخفيف هذه المشكلة، وللحصول على أفضل صورة عن انتشار مشاكل الانف هذه عليك أن تعلم أن هناك أكثر من 3 ملايين حالة انحراف وتيرة أنفية في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها.
الحاجز الأنفي هو العظم والغضروف الذي يقسم تجويف الأنف إلى قسمين، كما أن انحراف الحاجز الأنفي أو ما يُعرف أيضاً باسم انحراف الوتيرة هو حالة يكون فيها هذا الحاجز الأنفي غير متوضع في منتصف الأنف أو يكون ملتوياً بشكل كبير مما يصعِّب التنفس من الأنف. يعاني معظم الناس من نوع من عدم التوازن في حجم ممرات التنفس في الأنف، وفي الواقع تشير التقديرات إلى أن 80% من الناس لديهم نوع من انحراف الحاجز الأنفي دون أن يعلم معظمهم بهذا، فوحدها الانحرافات الشديدة في الحاجز الأنفي هي التي تسبب مشاكل تنفس خطيرة وتتطلب العلاج.
تريد أن تعرف المزيد عن انحراف الحاجز الانفي وعملية انحراف الوتيرة؟ تحتاج لمعرفة الفرق بين عملية انحراف الوتيرة وعملية تجميل الانف؟ إذاً اقرأ هذه المقالة!
عندما نتحدث عن انحراف الحاجز الانفي فإن انسداد الانف (الناميات الانفية) هي أولى المشاكل، فالمشكلة الأكثر أهمية في انحراف الحاجز الانفي هي اللحمية أو ما يُعرف أيضاً باسم الغدانية أو النامية الأنفية. تذكَّر دائماً أن انحراف الحاجز الانفي قد يؤدي إلى مشاكل أخرى مثل الصداع والتهاب الجيوب الانفية، وبالمقابل فإنك قد تصادف شخصاً لديه انحراف حاجز أنفي دون أن يعاني من أية مشاكل واضحة! ومع أن انحراف الحاجز الانفي يظهر لدى معظم الناس إلا أنه ليست كل هذه الحالات مهمة من الناحية السريرية وليست هناك حاجة لأي علاج خاص في معظم الحالات.
تساعدك هذه المقالة في هذا الشأن إن كنت تريد معرفة المزيد عن وظيفة الحاجز الانفي وعن انحراف الوتيرة.
حتى تتعرف أكثر على هذا الاضطراب فإن عليك أن تعلم بنية الحاجز الانفي، فالحاجز الانفي هو شفرة رقيقة جداً تفصل المنخرين وسماكتها بين 1 إلى 2 ميليمتر في مختلف أجزائها، وهو يجب أن يكون نموذجياً في وسط الأنف، لكن انحرافه قليلاً إلى أحد الجانبين لن يكون مرتبطاً بالضرورة مع أية مشكلة خاصة.
يتكون الحاجز الانفي بنيوياً من جزأين؛ الجزء الأمامي ذو بنية غضروفية والجزء الخلفي والعلوي ذو بنية عظمية، والغضروف هو بنية نصف صلبة ذات ثبات واستقرار لكنها أطرى وأكثر مرونة بكثير من العظم ويمكن قطعها بسهولة.
أحد أهم أسباب كون الجزء الأمامي والسفلي من الأنف مكوَّناً من غضروف هو أنه يمكِّن الأنف من الحركة إلى الجانبين ومن أن يكون مرناً وليس أن يكون عضواً ثابتاً بالكامل.
حتى تمنع الأنف من الانكسار أثناء تعرضه لصدمة ما فإن الجزء السفلي من هذا العضو – والمعرض للضربات أكثر من غيره – لديه شكل غضروفي حتى يكون أكثر مرونة وأقل حساسية للصدمات.
هناك طبقة مخاطية رقيقة تغطي هذين الجزأين من الحاجز الانفي وهي جوهرية من أجل إيصال الدم وتنظيم الحرارة وضمان جودة التنفس والشم.
وظيفياً يفصل الحاجز الانفي بين فتحتي الانف، وإحدى فوائد هذا الفصل هي منع انتقال الجراثيم من إحدى الفتحتين إلى الأخرى، والمزية الأخرى هي منع دوران الهواء عند دخوله إلى الانف بسبب الفراغ الواسع في الأنف مما يجعل التنفس مزعجاً، فكلما كان ممر دخول الهواء أضيق كان حدوث دوامات الهواء أقل! باختصار فإن وظيفة الحاجز الانفي هي تنظيم دخول الهواء إلى الانف.
كما أن الحفاظ على شكل الأنف هو وظيفة أخرى للحاجز الانفي، ويمكننا ملاحظة تشوه الأنف لدى الأشخاص الذين لديهم كسر في الحاجز الانفي بسبب صدمة للأنف، وهذا ما يُعرف باسم كدمة الانف.
هناك مناطق في الحاجز الانفي – بما في ذلك مناطق يمكنها أن تسبب نوبات صداع شديدة إن تم تحريضها – تشكِّل السبب الرئيسي للشقيقة (صداع نصف الرأس) أحياناً.
يولد بعض الناس مع انحراف في الحاجز الأنفي، وهذا يُدعى باسم انحراف الحاجز الأنفي الخلقي، ويعاني أشخاص آخرون من انحراف الحاجز الأنفي بعد إصابة أو صدمة على الأنف نتيجة التعرض للسقوط أرضاً أو بسبب صدمة أثناء ممارسة رياضة ما أو حادث سيارة أو غيرها من الحوادث.
وقد يحدث انحراف الحاجز الأنفي كنتيجة للنمو الطبيعي، فأثناء نمو الأنف ينمو الحاجز الأنفي وقد يحدث أن ينمو باتجاه أحد جانبي الأنف أكثر من الجانب الآخر، وهذا في الواقع هو السبب الأكثر شيوعاً لحدوث انحراف الحاجز الأنفي، حيث لا يبدو الحاجز الأنفي منحرفاً لدى الطفل إلا أن الانحراف يظهر على الشخص بعد أن يكبر ويبلغ الخامسة عشرة من عمره دون أن يكون قد تعرض إلى أية إصابة على أنفه.
هناك ثلاثة أسباب رئيسية تؤدي إلى انحراف الحاجز الانفي:
في بعض الحالات يكون انحراف الحاجز الانفي جينياً ووراثياً وينتقل من الآباء إلى الأبناء، وبينما تكون بعض حالات انحراف الوتيرة وراثية فإنها يمكن أن تنتج أيضاً عن أذية أو صدمة.
لدى الانحرافات الرضية زوايا حادة وغير منتظمة تؤثر على كافة مناطق الحاجز الانفي بالشكل نفسه، والانحرافات الناتجة عن الصدمات ربما تؤدي أحياناً إلى انزياح أو كسر للغضروف.
يمكن توقع حدوث انحراف الوتيرة عندما يكون الجنين ما يزال في الرحم أو أثناء الولادة، وقد بينت دراسة تم إجراؤها في الهند عام 2012 أن انحراف الوتيرة الولادي قد أثر على 20% من الرضّع، وكانت هذه الحالات مرتبطة بالولادة وغالباً مع حدثت لدى الرضّع زائدي الوزن والذين تعرضوا إلى ولادة صعبة، حيث أن انحراف الحاجز الانفي يعطي الانف شكل الحرف C أو S، وغالباً ما يكون نوع الانحراف هذا طفيفاً ويحدث في الأجزاء الأمامية من الانف مما يؤدي إلى انحراف أكبر مع التقدم بالسن!
إن صعوبة التنفس والتهاب الجيوب الانفية الدائم والإنتان أو التهاب الغشاء المخاطي هي أهم الأعراض التي غالباً ما يتم الخلط بينها وبين التهاب المجاري التنفسية أو نزلات البرد الشائعة أو الحساسية.
لكن الأشخاص الذين لديهم انحراف وتيرة طفيف قد لا يلاحظوا إلا هذه الأعراض في الحالات التالية:
تعد الحالات ذات التشوه الملحوظ أكثر شيوعاً لدى الرضع بسبب قنوات التنفس الأضيق والتنفس من الأنف، ويمكن للآثار الجانبية أن تكون قاتلة في الحالات الشديدة! ففي حالة التنفس الصعب أو الإصابة بالدوار والدوخة يجب أن يوضع المريض تحت الرعاية الطبية.
انقطاع النفس أثناء النوم هو اضطراب يتوقف فيه التنفس لفترة قصيرة أثناء النوم، وعادةً ما تدوم نوبات انقطاع النفس النومي بين 10 و30 ثانية ويمكن أن تتكرر مئات المرات في الحالات الحادة، وعادةً لا يكون الشخص واعياً لانقطاع النفس أثناء النوم إلا أنه يستيقظ بشكل متكرر مع شعور بالاختناق، وبإمكان كل فترة انقطاع نفس نومي أن تدوم حتى دقيقتين.
يمكن أن تؤدي نوبات انقطاع النفس أثناء النوم إلى اضطراب في النوم مما يؤدي إلى فقدان التركيز أثناء النهار ويقود إلى حدوث حوادث لا تحمد عقباها! ومما لا يصدق أن تعرف أن الأشخاص الذين لديهم اضطراب انقطاع النفس هذا معرضون للتورط بحوادث السيارات أكثر من غيرهم بسبع مرات.
وكذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم معرضون لخطر أعلى لتطور ارتفاع ضغط الدم، وهذا الاضطراب يسبب اضطرابات نوم حادة وخاصة لدى الأشخاص المتقدمين بالسن والمصابين بالبدانة.
يقسم انقطاع النفس أثناء النوم إلى ثلاثة أنماط: يمكن أن يكون سادّاً بمعنى حدوث انسداد في مسارات الهواء العلوية، ويمكن أن يكون مركزياً أي اضطرابات في الدماغ كما يمكن أن يكون أيضاً مزيجاً من كلا النوعين الساد والمركزي.
سيسألك الدكتور عن الحوادث التي تعرضت لها سابقاً مثل الكسور أو الرضوض الانفية أو عمليات الانف بعد فحص الأعراض، وبعد ذلك يفحص موضع الحاجز الانفي باستخدام ضوء ومنظار أنفي (أداة تفتح المنخرين بلطف) من أجل فحص السطح الداخلي لمنخريك، وربما يتم تعريض أنسجة البطانة الداخلية بشكل مؤقت باستخدام رذاذ أنفي يدعى أرفين أو نيو-سينيفرين من أجل جعل الحاجز الانفي أكثر وضوحاً.
يتم أحياناً إدخال منظار ألياف ضوئية في أنفك من أجل فحص الجزء الخلفي من الحاجز الانفي مباشرةً، لكنك لن تحتاج إلى أي فحص خاص في معظم الحالات.
سيحيلك دكتورك إلى متخصص أذن أنف حنجرة أو إلى جراح تجميل من أجل الحصول على علاج إضافي إن كان انحراف الوتيرة الذي لديك يؤدي إلى نزيف شديد في الانف أو إلى التهابات متكررة للجيوب الانفية أو إلى مشاكل ملحوظة أخرى.
عملية تصحيح انحراف الحاجز الانفي أو انحراف الوتيرة هي إجراء جراحي يتم القيام به من أجل جعل الحاجز الانفي مستقيماً، حيث يمكن للمريض إجراء عملية تصحيح انحراف الحاجز الانفي في حال حدوث المضاعفات التالية:
السبب الأكثر شيوعاً لإجراء عملية انحراف الوتيرة هو عندما لا يكون المريض قادراً على التنفس بشكل مريح من إحدى فتحتي الانف، وتصحيح هذه المشكلة يمكن أن يحسن تدفق الهواء والتنفس عندما يكون هناك انحراف كبير في الحاجز الانفي.
إن كانت هناك حاجة لتجميل الانف فإنه يمكن دمجها مع تصحيح انحراف الحاجز الانفي في الوقت نفسه في عملية تدعى باسم تجميل الانف وتصحيح الانحراف.
في عملية تجميل الانف مع تصحيح انحراف الحاجز الانفي لا تتم إزالة جزء كبير من الحاجز الانفي ويحاول الدكتور إعادته إلى مكانه الصحيح في المنتصف بعد تنعيم الحاجز الانفي، وأحياناً يعود الحاجز الانفي إلى مكانه باستخدام الجبائر التي توضع داخل المنخرين بعد العملية.
يوصى المرضى أيضاً بتجنب تعريض الانف لأية صدمة لمدة أسبوع أو أسبوعين من أجل السماح لمكان الحاجز الانفي بالتحسن بشكل كامل.
قد تكون عملية ترميم المحارات الانفية ضرورية في الحالات التي لا يكون للأدوية فيها تأثير كبير على تحسين التنفس.
يتم تقليص حجم المحارة الانفية عبر تحريك العظم الجانبي وتقليص الغشاء المخاطي، وعادةً ما يبدأ تحسن التنفس بعد أسبوع من العملية ويستمر حتى عام أو أكثر، ويمكن دمج ترميم المحارات الانفية وتصحيح انحراف الحاجز الانفي مع عملية الجيوب وكذلك مع عملية تجميل الانف في عملية واحدة.
عادةً ما يتم إجراء هذه العملية تحت التخدير العام، وهي تتضمن فصل غطاء الانف عن الحاجز الانفي وإزالة العظم من المنطقة التي فيها انحراف، وبعد ذلك تتم إعادة الجلد إلى مكانه. يتم تضميد الانف بلطف لمدة 24 ساعة من أجل إبقائه في مكانه المناسب وعادةً ما يُسمح للمريض بالعودة إلى المنزل في غضون يوم أو اثنين.
إن الشخص الذي لديه انحراف طفيف في الحاجز الانفي قد يعاني من الأعراض أثناء تعرضه لالتهاب في الجهاز التنفسي العلوي فقط، أما الشخص الذي لديه انحراف شديد فقد يعاني من التهاب جيوب مزمن أو نزيف أنفي متكرر يستمر حتى التعافي الكامل.
إن تم تشخيص انحراف الحاجز الانفي لدى الطفل فقد يقوم الدكتور بتأجيل الجراحة حتى يكتمل نمو الانف، وفي معظم الحالات يحدث النمو في عمر 15 أو 16 سنة، وعادةً ما ينتظر الصبيان أكثر من البنات قليلاً لأن مرحلة نموهم تنتهي بعدهن بعام أو اثنين.
لا تعرض أنفك للأذى حتى لا يحدث لديك انحراف في الحاجز الانفي! ولهذه الغاية ضع حزام الأمان وواقي الكتفين أثناء القيادة وكذلك ضع خوذة مناسبة أو واقي وجه أثناء القيام بالرياضات التماسية مثل كرة القدم أو الكاراتيه.
قد تكون هناك بعض الآثار الجانبية بعد عملية انحراف الحاجز الانفي، ونعرض فيما يلي بعض الآثار الجانبية المحتملة:
بعد عملية تصحيح انحراف الحاجز الانفي سيصف لك الجراح أدوية من أجل تقليل احتمال حدوث إنتان، وعليك اتباع هذه النصائح من أجل تسريع شفائك:
إن انسداد إحدى فتحتي الانف أو كلتيهما هو الأثر الجانبي الأكثر شيوعاً لانحراف الوتيرة، وهذا قد يؤدي إلى المشاكل التالية:
الموضوع الحرج الآخر بشأن عملية انحراف الوتيرة هو عمر المرضى الذين يريدون إجراء العملية، فإن لم تكن مشكلة المريض حادة وكان يعاني فقط من انسداد جزئي فمن الأفضل أن ينتظر حتى عمر النمو الكامل، لكن في حال معاناته من احتقان شديد فمن الأفضل تسريع إجراء العملية لأنه إن كان الانحراف حاداً فقد يؤدي إلى مظهر غير ملائم للطفل، وكذلك فقد يعاني المريض من اضطرابات في الرئتين أيضاً.
تعتبر عملية تصحيح انحراف الحاجز الأنفي من الإجراءات الشائعة والآمنة، لكن لا توجد عملية خالية من المخاطر تماماً، إلا أن فوائد إجراء هذه العملية – والتي هي القدرة على التنفس بشكل أفضل – أكثر بكثير من مخاطرها، لهذا عليك أن تتحدث مع طبيبك حول المخاطر المحتملة للجراحة قبل اتخاذ قرار العلاج.
على الرغم من ندرتها إلا أن مخاطر تصحيح انحراف الحاجز الأنفي و/ أو تجميل الأنف قد تشمل ما يلي:
انحراف الحاجز الأنفي الخلقي وانحراف الحاجز الأنفي الناتج عن النمو الطبيعي هما حالتان لا يمكن تجنبهما، لكن إذا لم يولد الشخص مع حاجز أنفي منحرف فيمكنه تجنب الإصابات على أنفه من خلال اتباع تدابير حماية بسيطة وفعالة مثل ارتداء قناع على الوجه أو خوذة أثناء ممارسة الرياضة وتجنب الرياضات التصادمية ووضع حزام الأمان أثناء الركوب في السيارات.
انحراف الحاجز الأنفي هو حالة شائعة جداً وتختلف حدة أعراضها بحسب شدة الانحراف، وإذا كانت لديك أعراض أنفية وكنت تعتقد أنك قد تعاني من انحراف الحاجز الأنفي فحدد موعداً لزيارة طبيب الأذن والأنف والحنجرة، فهناك العديد من الأسباب التي تجعلك تعاني من هذه الأعراض بما في ذلك التهاب الجيوب الأنفية المزمن أو حساسية الأنف. تأكد من تشخيص حالتك بشكل صحيح حتى تتمكن من تلقي العلاج الذي تحتاجه. في حال كان السبب في هذه الأعراض هو انحراف الحاجز الأنفي فإن خيارات علاجه متعددة وتتراوح من الأدوية في حال الانحراف الخفيف إلى العملية الجراحية في حالات الانحراف الأكثر شدة.
