يزداد الاهتمام بالتجميل والعمليات التجميلية يوماً بعد يوم بأنواعها داخلياً وخارجياً، ومن أكثر هذه العمليات شيوعاً عملية تجميل الأنف سواء للوصول الى الشكل الأجمل بتصغيره أو تخفيف النتوء أو تصغير فتحات الأنف بحيث يتناسب مع شكل الوجه أو لتحسين الوظيفة التنفسية في حال انحراف حاجز الأنف.
تسعى النساء بشكل أكثر للتجميل والعمليات التجميلية لإرضاء رغباتهن أو الوصول الى الشكل الجمالي الأمثل الذي يناسبهن. وعلى الرغم من أن عملية تجميل الأنف أصبحت من العمليات البسيطة الآمنة إلا أنه في حالات خاصة مثل الحمل والإرضاع فإن المرأة تتخوف من إجرائها قبل أن تعرف ما يترتب عن إجراء عملية تجميل الأنف والحمل سواء من حيث تأثيرات الحمل على عملية تجميل الأنف أو من حيث تأثير عملية تجميل الأنف على الحمل في حال كانا متزامنين أو حدثا في الفترة نفسها أو كانت المرأة تنوي الحمل والإنجاب بعد عملية تجميل الأنف.
تعتبر عملية تجميل الأنف من العمليات التي تحتاج الى تحضيرات قبل العملية وبعدها، وهي تتطلب وقتاً طويلاً للتعافي والانتهاء من تناول المسكنات والأدوية اللازمة لالتئام الجروح. إذ تستغرق عملية الشفاء وقتاً ليس بقصير، ويبقى الأنف متورماً عدة أشهر بعد العملية.
لذلك لا بد من الانتظار حتى نحصل على الشكل النهائي المطلوب قبل التفكير بالحمل بعد عملية تجميل الأنف. لأن الحمل أيضاً يزيد من تورم الجسم وخاصة الوجه والأنف وبذلك يستمر التورم فترة أطول، وقد يتسبب هذا التورم الناتج عن الحمل في مشاكل تنفسية واحتقان وتضخم في الغشاء المخاطي ومشاكل في الجيوب الأنفية للمرأة التي خضعت لجراحة الأنف منذ فترة قصيرة قبل أن يعود كل شيء إلى وضعه الطبيعي.
وقد يحتاج بعض المرضى الى إجراء عملية ثانية لتصحيح بعض العيوب مثل رفع الأنف للأعلى أو تضييق فتحات الأنف بعد عملية تجميل الأنف الأولية لتحسين المظهر النهائي. فإذا كانت المرأة تخطط للحمل بعد عملية تجميل الأنف فلا بد من التريث ستة أشهر على الأقل ليتعافى جسمها وتبدأ مشوار حملها.
عند خضوع المرأة لعملية تجميل الأنف قد تعاني من صعوبة في التنفس وصداع، وستتغير طريقة نومها، فهي تحتاج لإبقاء أنفها بشكل مستقيم، هذا بالإضافة للإزعاج الناتج عن وجود الجبيرة، وقد لا تكون مستعدة نفسياً للعلاقة الزوجية وخاصةً في الأسابيع الأولى بسبب آلام العملية وخوفها من تعرض أنفها لأي رض أو إصابة، وستكون كذلك معرضة للتوتر والقلق فلا ينبغي لها أن تبدأ بالحمل حتى لا تنقل هذا التوتر لجنينها.
التأكد من عدم الحمل والانتظار لمدة أربعة أشهر على الأقل بعد عملية التجميل للبدء بالحمل، أو التأكد من أن التورم الناتج عن العملية قد زال وأن الأنف قد وصل الى الشكل النهائي له.
لا توجد مخاطر إذا كانت الفترة الزمنية بين عملية تجميل الأنف والحمل مناسبة وكافية لتعافي الجروح والانتهاء من التورم الناتج عن العملية وإصلاح هيكل الأنف والتأكد من تحسن الوظيفة التنفسية للأنف وعدم الحاجة الى المزيد من الأدوية. لهذا السبب ينصح بألا تقل الفترة بين تجميل الأنف والحمل عن ستة أشهر ويفضل تمديدها لمدة عام حتى نحصل على أفضل النتائج.
عملية تجميل الأنف من العمليات التي تحتاج إلى حجز موعد مسبقاً بسبب زيادة الطلب عليها، فما العمل إذا تفاجأت المرأة بالحمل عند قدوم موعد عملية تجميل الأنف؟
إن الأولوية بالنسبة للأم هي الحفاظ على حياتها وحماية جنينها وعدم تعريضه للخطر، ولا بد من استشارة طبيب مختص بأمراض النساء والتنسيق مع طبيب الجراحة الذي سيجري العملية لتقييم الوضع والتأجيل لموعد آخر بعد انتهاء الحمل، إذ لا ينصح بإجراء جراحة تجميل الأنف والحمل في مراحله الأولى.
يتغير جسم المرأة فيزيولوجياً وهرمونياً منذ بداية الحمل فترتفع في دمها عوامل تخثر الدم لتقليل النزف أثناء الولادة وبعدها، كما أن المرأة تكون مقيدة بأنواع محددة من الأدوية حفاظاً على سلامتها وسلامة جنينها من الأمراض والتشوهات والمحافظة على استمرار الحمل بشكل آمن.
وبما أن عملية تجميل الأنف من العمليات التي تجرى تحت التخدير العام الذي بدوره قد يعرض حياة الجنين للخطر بسبب وصول المواد المخدرة إليه بواسطة أمه واحتمال حدوث تشوهات خلقية له، كما أن الأدوية التي تحتاجها الأم لتسكين الألم والشفاء قد تكون ضارة بجنيها، لذا لا ينصح الأطباء بإجراء عملية تجميل الأنف في فترة الحمل بكافة مراحله.
يطلب معظم الأطباء اختباراً للحمل للنساء المتزوجات قبل إجراء عملية تجميل الأنف، لذلك لا يسمح باجراء العملية في حال كان الاختبار إيجابياً وينصح بالتأجيل إلى موعد آخر بعد الولادة بعدة أشهر لضمان الحصول على نتائج أفضل.
في بعض حالات عمليات تجميل الأنف الإسعافية والتي تشكل خطورة على الأم في حال عدم إجرائها كالحوادث أو إصابات الأنف أو اذا كانت المرأة الحامل تعاني من مشاكل تنفسية بسبب انحراف الحاجز الداخلي للأنف فإنه يفضل استشارة طبيب أمراض النساء المتخصص لتقدير الحالة وتحديد الأولويات، حيث يتم إجراء العملية بعد إقرار المريضة بالموافقة على النتائج مهما كانت.
أثناء الحمل يتعرض جسم المرأة للعديد من التغيرات فتحدث انتفاخات في وجهها وأنفها طيلة فترة الحمل، ويزداد احتباس السوائل والمياه وقد يزداد وزنها. وبعد عدة أشهر من انتهاء الحمل والولادة يستعيد جسم المرأة وضعه الطبيعي ويستقر وزنها وحجمها ويزول التورم الناتج عن الحمل فتصبح مستعدة نفسياً وجسدياً لإجراء عملية تجميل الأنف، ولكن يجب الحذر من الأدوية الموصوفة في حال كانت ترضع طفلها رضاعة طبيعية.
يعتمد الطفل في غذائه على حليب أمه كما كان يستمد هذا الغذاء منها عندما كان جنيناً، وإلى هذا الحليب ينتقل كل ما تتناوله الأم من غذاء ودواء ويبقى فيه مدة لا تقل عن 12 ساعة، لذا في حال تناولت الأم أدوية تضر طفلها فإنه يفضل تخزين الحليب قبل حصولها على الدواء وإعطاءه للطفل لاحقاً وذلك لتلافي تعرض الطفل للأذى، كما تنتقل المواد المخدرة عن طريق حليب الأم الى الطفل والتي من الممكن أن تؤثر على صحته وتسبب في نعاسه وتخديره في حال أجرت العملية وأرضعته حليبها. لذا يُنصح بتأجيل العملية عدة أشهر إذا لم يكن الأمر ملحاً وضرورياً.
في النهاية لا ينصح الأطباء بإجراء عملية تجميل الأنف أو أي عمل جراحي يتطلب التخدير العام في فترة الحمل لأن الجراحة غير آمنة وتسبب الأذى والضرر للجنين كما تعرض حياة الأم للخطر، وينبغي العمل على إجرائها إما قبل عام من بدء الحمل أو بعده بعام حتى تحصل الأم على الوقت الكافي للراحة وحتى يستعيد جسمها نشاطه وتستمتع بحملها وتعيش لحظاتها الجميلة مع طفلها وتقدم له الرعاية الكافية والاهتمام المطلوب.
