يتساءل كثير من الناس عن الزمن التي تظهر فيه نتائج عملية شفط الدهون (عملية نحت الجسم) النهائية بعد إجرائها، وكم تحتاج من الوقت اللازم ليتخذ الجسم قوامه الجديد بشكل نهائي ومستقر ودائم.
إنه السؤال الأكثر شيوعاً والأهم بالنسبة للمرضى المتقدمين لإجراء هذه العملية وذلك رغبة منهم بمعرفة الوقت اللازم للتعافي من آثار هذه العملية و التخلص من الدهون المتراكمة والحصول على الشكل والقوام الذي يرغبون فيه. وللإجابة عن هذا السؤال علينا أن نذكر أولاً أن عملية شفط الدهون هي عملية جراحية يتم من خلالها تخليص الجسم من الكتل الدهنية المتراكمة في أماكن محددة من الجسم كالبطن والأرداف والفخذين وبعض المناطق التي يصعب التخلص منها باتباع نظام غذائي معين أو ممارسة الرياضة كما يتم من خلالها تحسين شكل الجسم وجعله أكثر تناسقاً، وهي بهذا المعنى أقرب إلى تصحيح العيوب في شكل الجسم أو نحت موضعي للجسم.
ومن الشائع أن عملية شفط الدهون هي عملية لفقدان الوزن الزائد في الجسم وعلاج للسمنة، إلا أن هذا اعتقاد خاطئ تماماً لأن شفط الدهون لا يعالج زيادة الوزن، إنما الغرض منه هو التخلص من الدهون الموضعية فقط! لذلك فإن عملية شفط الدهون موجهة لأصحاب الوزن الطبيعي أو الزائد بنسبة بسيطة ممن يعانون من تراكم الدهون، كما أنه من الضروري أيضاً أن نعرف أن عملية شفط الدهون لا تعالج علامات التمدد في الجسم أو السيلوليت.
في العموم لا يمكن توقع نتائج عملية شفط الدهون بشكل فوري، فعملية شفط الدهون في المحصلة هي عمل جراحي ولا بد أن ينتج عنه بعض الآثار الجانبية والانتفاخات الورمية في المنطقة المستهدفة، ويتطلب الأمر حوالي أسبوع إلى عشرة أيام للتعافي الأولي وزوال الألم، وغالباً ما يحتاج المريض إلى مسكنات يصفها له الطبيب ليشهد بعدها انخفاضاً ملحوظا في الورم.
وبمرور شهر غالباً ما ينتهي كل الورم الناجم عن العملية، وتختفي السوائل مع بقاء بعض الكدمات والعلامات التي تتطلب مرور شهرين على الأقل لزوالها نهائياً، وبانقضاء شهرين تبدأ النتائج الفعلية لشكل الجسم بالظهور، لكن النتائج النهائية قد تتطلب مزيداً من الوقت، ومن المحتمل أن تمتد لشهور، ويعتمد ذلك على مجموعة من العوامل تختلف من مريض إلى آخر وتتعلق بطبيعة الجسم وبنوع التقنية المستخدمة في عملية شفط الدهون، كما يتعلق أيضاً بمدى التزام المريض بالتعليمات العامة، حيث يتوجب عليه الابتعاد عن الحركات العنيفة أو المفاجئة، ومن المهم وجود مرافق للمريض للعناية بالأطفال خلال الأيام اللاحقة للعملية في حال وجودهم تجنبا لاحتكاك عنيف معهم نتيجة حركاتهم الفجائية، كما يشكل ارتداء المشد الضاغط برفق عاملاً في إكساب منطقة العملية شكلها المرغوب بالإضافة إلى شد الجلد فيها.
إلا أنه وبالنظر إلى ارتباط سرعة ظهور نتائج عملية شفط الدهون بنوع التقنية المستخدمة لإزالتها فإننا سنستعرض أهم الطرق التقنية المتبعة لشفط الدهون وعلاقتها بزمن التعافي واكتساب الجسم قوامه الجديد، ومن أهمها:
يتم من خلاله إزالة الدهون غير المرغوبة في الجسم بشكل فوري، لكن نتائج عملية شفط الدهون الجراحية لا تظهر سريعاً، حيث يحتاج الجسم إلى وقت للشفاء والتعافي كأي عمل جراحي آخر، كما يتطلب الجسم فترة من الراحة حيث يجب البقاء في المنزل والاستراحة الكاملة.
وقد يكون المريض بحاجة لتناول بعض الأدوية لتسكين الألم والتخفيف من الانزعاج الحاصل بعد العملية مباشرة، وكذلك يجب ارتداء مشد ضاغط بحيث يثبت الجلد في مكانه ويضغط بشكل خفيف على المنطقة المعالجة حتى يتضاءل حجمها في النهاية، وهذا يساعد كثيراً في تسريع ظهور نتائج عملية شفط الدهون.
إن التورم الشائع بعد أي عمل جراحي بما فيها عملية شفط الدهون، وهو يختلف من جسم إلى آخر وقد يعاني بعض الأشخاص من تورم شديد أكثر من غيرهم، إلا أنه و بالرغم من وجود التورم فإن بعض الأشخاص يلاحظون انخفاضاً في الحجم في المنطقة المعالجة مباشرةً بعد إجراء العملية.
يبدأ ظهور النتائج الأولية لعملية شفط الدهون بعد مضي ثلاثة أشهر من العملية حيث يظهر بعض التحسن في الشكل، إلا أن نتائج عملية شفط الدهون النهائية قد تحتاج لعام كامل عند بعض الأشخاص.
إن عملية شفط الدهون بالفيزر هي إحدى التقنيات الأكثر تطوراً في مجال عمليات شد الجسم و تحسين الشكل والقوام وقد اكتسبت شعبية كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة، وهي تعتمد على الموجات فوق الصوتية في تفتيت الدهون وإذابتها، حيث أن لها قدرة أكبر في الوصول إلى تجمع الدهون الزائدة والأكثر عمقاً.
كما تعتبر هذه التقنية مثالية ومبشرة للمرضى، إلا أنه يجب توفر بعض الشروط في المرضى المرشحين لإجراء هذه العملية وأهمها أن يكون قريباً من الوزن المثالي لأن هذه العملية تُعتبر عملية نحت للجسم أكثر من كونها عملية لشفط الدهون، كما أن هذه التقنية أكثر أمنا من غيرها من التقنيات.
تبدأ نتائج عملية شفط الدهون بالفيزر بالظهور بشكل فوري تقريباً، أي أن التعافي منها وظهور النتائج يتفاوتان بين بضعة أيام أو أسبوعين كحد أقصى وذلك حسب جسم المريض والمنطقة المعالجة، ويستطيع المريض القيام بنشاطه اليومي الطبيعي بعد يوم واحد من العملية.
الآثار الجانبية لعملية شفط الدهون بالفيزر قليلة جداً وتقتصر على ألم بسيط وكدمات خفيفة تدوم لبضعة أيام بعد إجراء العملية، ويجب تضميد المنطقة المعالجة بضمادات معقمة حيث سيتم فرز السوائل بغضون 24 ساعة إلى 48 ساعة بعد العملية، وسيحتاج المريض لشرب المزيد من السوائل لطرد التخدير من الجسم وكذلك إلى ارتداء مشد ضاغط لعدة أسابيع لتخفيف التورم.
وعادةً فإن الرؤية النهائية لنتائج عملية شفط الدهون بالفيزر عند المرضى تحتاج إلى فترة تتراوح من حوالي ثلاثة إلى ستة أشهر وقد تكون أقل عند بعض الأشخاص.
أصبحت عمليات شفط الدهون بالليزر من أكثر عمليات التجميل شيوعاً وانتشاراً لاعتبارها إحدى أهم بدائل العمليات الجراحية وهي تسمى الشفط الذكي للدهون لأن بإمكانها إذابة الدهون وشد الجلد بسبب الحرارة التي تحفز الكولاجين وتقلل من ظهور الكدمات والتورم، ولذلك فقد لاقت عملية شفط الدهون بالليزر إقبال كبيراً في كل أنحاء العالم.
الآثار الجانبية لعملية شفط الدهون بالليزر بسيطة مقارنة بالعمليات الأخرى، ولذلك فإن عملية التعافي تترافق مع ظهور نتائج الشفط خلال زمن مقدر بعدة أسابيع بعد الإجراء.
بعد عملية شفط الدهون يمكن أن تنتج بعض الآثار الجانبية التي تتفاوت شدتها بحسب التقنية المتبعة وخبرة الطبيب والتزام المريض بإرشادات الأطباء ونصائحهم، ومن الإجراءات المتبعة والتوصيات التي ينصح بها الأطباء للأشخاص الذين خضعوا لعمليات شفط الدهون للقيام بها أثناء فترة التعافي للحصول على نتائج سريعة لعملية شفط الدهون نذكر ارتداء مشدات وملابس ضاغطة، وينصح بها الأطباء لمدة لا تقل عن أسبوعين وقد تمتد لستة أسابيع بعد إجراء شفط الدهون، حيث تقوم هذه المشدات بتثبيت كل شيء في مكانه بعد شفط الدهون كما تساعد في تحسين شكل الجسم وتعمل على تقليل الألم والانزعاج.
ويوصي الأطباء بالابتعاد عن الرياضات والتمارين الشاقة والاستعاضة عنها بالمشي الذي يساعد بعودة الجسم لطبيعته بشكل أسرع ويساعد على تقليل الخطر بالإصابة بتجلطات في الدم والمضاعفات الجراحية الأخرى.
بعد إجراء شفط الدهون يجب اتباع نظام غذائي صحي لتجنب تراكم الدهون مجدداً، كما يجب شرب كميات كافية من الماء لطرد السموم والتقليل من التورم بالإضافة إلى الامتناع عن التدخين والعادات السيئة الأخرى.
بما أن عملية شفط الدهون هي إزالة للخلايا الدهنية الموضعية فإن استمرار نتائج العملية والحفاظ على القوام الجديد مرهون باتباع نظام غذائي صحي وممارسة تمارين رياضية روتينية وشرب الكثير من الماء بحسب توجيهات الأطباء عموماً أو توجيهات الطبيب لكل حالة وفق خصوصيتها وذلك من أجل الحفاظ على نتائج العملية بشكل مستمر وبأفضل أداء، غير أنه في بعض الحالات التي يكتسب الجسم فيها مزيداً من الوزن الزائد قد تتوسع الخلايا الدهنية المتبقية في منطقة العملية وتفقد العملية بعض نتائجها أو كلها بحسب الوزن الزائد المكتسب والناجم غالباً عن عدم التقيد بالإرشادات العامة الموصى بها بعد إجراء شفط الدهون.
بالرغم من أن عمليات شفط الدهون أصبحت رائجة جداً وآمنة وأن نتائجها مغرية إلا أنها كأي عمل جراحي يمكن أن تترافق مع عديد من المخاطر، وهذه المخاطر تتضمن حدوث صدمات دموية وتجمع واحتباس السوائل في الجسم وفقدان الإحساس في الجلد وترهله، وقد يحصل المريض على نتائج غير مرضية مما قد يضطر المريض لإجراء عملية ثانية، كما قد تحدث مضاعفات من استخدام التخدير مما يؤدي مشاكل في القلب والكلى، ولذلك من الضروري مناقشة الوضع الصحي للأشخاص الراغبين بإجراء عملية شفط الدهون مع الطبيب قبل إجرائها ليتم اختيار نوع العملية المناسبة وموازنة الأضرار والفوائد من هذه العملية.
رغم أن عملية شفط الدهون تضمن إزالة الخلايا الدهنية بشکل دائم إلا أنها ليست طريقة دائمة للتخلص من هذه الدهون، حيث يمكن أن تتوسع الخلايا الدهنية المتبقية إذا زاد وزنك بعد ذلك مما يؤدي إلى التراجع عن نتائج الإجراء. يُنصح عادةً بالالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية الروتينية بعد الجراحة لمساعدتك في تحقيق أقصى استفادة من نتائجك.
يمكن أن يقدم لك الجراح نصائح محددة بشأن الأكل وممارسة الرياضة إذا كنت بحاجة إلى مزيد من التوجيه، وبشكل عام سيساعدك تناول سعرات حرارية أقل وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وشرب الكثير من الماء على الاستمتاع بنتائج شفط الدهون لسنوات عديدة قادمة.
