كريم شد البشرة
الكثير من مصنعي الكريمات المضادة للشيخوخة يروجون لمنتجاتهم على أن زجاجة كريم شد البشرة تجنبك من إجراء عملية شد وجه، لكن لو كان هذا صحيحاً فإنه لن يكون أقل من معجزة، فالكريمات في النهاية أرخص بكثير وأقل توغلاً من الإجراءات الطبية وعمليات شد الوجه الجراحية ويمكنك استخدامها وأنت مرتاح في منزلك، وفي حال تساوي فعالية كل الخيارات من قد لا يختار الخيار الأقل تكلفة والأقل خطورة؟
ومع ذلك فإن الحقيقة هي أنه ليست كل الأشياء متساوية بالفعالية، ولن يمنحك أي كريم نفس النتيجة التي تحصل عليها من عملية شد الوجه، وقد يكون هذا هو السبب وراء كون جراحي التجميل ما يزالون يقومون بإجراء الكثير من عمليات شد الوجه. سندرس في هذه المقالة فعالية كريم شد البشرة بالمقارنة مع إجراءات شد الوجه قليلة التوغل ومع عملية شد الوجه، لكن علينا أولاً أن نعرف لماذا لا تبقى بشرتنا مشدودة عندما نتقدم بالسن ولماذا نحتاج في الأصل إلى طريقة لشد البشرة سواء بالكريمات أو بالإجراءات التجميلية.
لماذا لا تبقى البشرة مشدودة مع التقدم بالسن؟

الإيلاستين هو الألياف الداعمة في الجسم والتي تمنح البشرة مرونتها مما يبقيها مشدودة
ويسمح لها ”بالارتداد“ إلى مكانها، حيث يمكن تشبيه الإيلاستين بالنوابض الموجودة في المرتبة ويمكن تشبيه الكولاجين بالإضافة إلى عناصر أخرى من الجسم مثل الدهون والغضاريف والعضلات وما إلى ذلك بالحشو الموجود بين هذه النوابض، وعندما يتلف الإيلاستين يبدأ الجلد بالترهل تماماً مثلما تبدأ المرتبة بالترهل عندما تصبح نوابضها قديمة ومتضررة، وهذا الترهل المقترن بأضرار أشعة الشمس يمكن أن يتسبب في إحداث الجلد المترهل.
أثناء النمو في الرحم وفي الطفولة المبكرة ينتج الجلد كثيراً من الإيلاستين، إلا أنه مع التقدم أكثر في السن يتوقف الجلد تقريباً عن إنتاج الإيلاستين، وكذلك فإن الشيخوخة والتعرض لأشعة الشمس يؤديان إلى تدهور الإيلاستين.
يكاد يكون من المستحيل على بشرة البالغين إنتاج المزيد من الإيلاستين حتى مع الإجراءات الطبية، ولهذا فإن البشرة تترهل مع التقدم بالعمر وتصبح هناك حاجة إلى طريقة ما لشد البشرة.
يلجأ بعض الناس إلى بعض مستحضرات التجميل بما في ذلك أنواع كريم شد البشرة التي يتم الترويج لها على أنها تشكل بديلاً لعملية شد الوجه، هذا في حين أن بعضهم الآخر يلجؤون إلى الإجراءات التجميلية سواء قليلة التوغل مثل علاج البشرة بالليزر أو بالأمواج فوق الصوتية أو الأمواج الراديوية أو حتى إلى الإجراءات الأكثر توغلاً مثل عمليات شد الوجه والرقبة.
كيف يمكنني شد بشرتي؟
عندما تشتري كريماً يستهدف الجلد المترهل أو منتجاً يدعي أنه كريم شد البشرة فإن آثاره إن وجدت ترجع إلى مكونات مثل عوامل تشكيل الفيلم، حيث تشكل العوامل المكونة للفيلم غشاءً على الجلد وهذا يمكن أن يجعل مشدوداً أكثر، لكن التأثير مؤقت ولن تتم مشاهدة شد ملحوظً للجلد المترهل، لكن الإحساس غالباً ما يكون كافياً لإقناع الشخص بأن كريم شد البشرة فعال، فالشعور بالشد في الجلد لا يعني إحداث تغيير حقيقي نحو الأفضل في لون بشرتك أو ترهلها، بل إن استخدام ما هو فعال حقاً يجعلك أقرب إلى النتائج التي تريدها!
بناء المزيد من الكولاجين هو العامل الأساسي! وعلى الرغم من أن الكولاجين لا يساعد الجلد على استعادة مرونته إلا أنه يساعد في دعم الجلد بحيث يكون الترهل أقل وضوحاً. يمكنك مساعدة البشرة على إنتاج الكثير من الكولاجين باستخدام منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على مضادات الأكسدة القوية ومكونات ترميم البشرة.
واقي الشمس المصنف بعامل حماية 30 أو أكبر هو أمر لا بد منه! فبما أن أضرار أشعة الشمس تدمر الإيلاستين والكولاجين فإن الحماية اليومية من أشعة الشمس أمر بالغ الأهمية، ولكن كم شخصاً من بيننا يتذكر وضع واقي الشمس على أعناقنا وكذلك على وجوهنا كل يوم؟ ربما قلة منا فقط، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل أعناق العديد من الأشخاص تبدو ”عجوزة“ أكثر من وجوههم، وهذا هو السبب في أن مستحضرات العناية بالبشرة المضادة للشيخوخة ومن بينها كريمات شد البشرة لا تتوقف عند وجهك!
إن الاستخدام اليومي لمقشر يحتوي على حمض الساليسيليك (BHA) أو حمض الجليكوليك (AHA) يمكن أن يساعدك، وإلى جانب التقشير للحصول على بشرة أكثر نعومة فإن هناك أيضاً عدداً كبير من الأبحاث التي تبيِّن أن هذه المكونات تبني المزيد من الكولاجين ويمكن أن تساعد في شد البشرة وتماسكها إلى حد ما، بالطبع لا تحتاج إلى استخدام كلا هذين الحمضين معاً؛ فأي واحد منها يساعدك كما يمكنك التبديل بينهما إذا أردت.
يمكن استخدام فيتامين أ – الذي يُدعى باسم الريتينول أيضاً – موضعياً لتحسين شكل الإيلاستين الذي لا يزال يحتفظ به بشرتك. يمكن بالتأكيد بناء المزيد من الكولاجين لكن هناك قدراً ضئيلاً من الأبحاث التي تبين أنه يمكن أن يبني الإيلاستين. يمكن أن يساعدك وضع منتج الريتينول كل ليلة كثيراً! والأمر نفسه ينطبق على الرتينويدات التي تصرف بوصفة طبية، وكبديل عن هذا يمكنك تجربة مكون العناية بالبشرة المشتق من النباتات، حيث تبين تظهر الأبحاث أن لهذا المكون الطبيعي كثيراً من الفوائد المضادة للشيخوخة مثل تقليل ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد.
الإجراءات الطبية مثل الليزر والعلاجات قليلة التوغل الأخرى مثل العلاج بالأمواج فوق الصوتية والأمواج الراديوية والوخز بالإبر الدقيقة تعطي نتائج مبهرة في شد البشرة، وبدلاً من إنفاق الأموال على كريمات الوجه وعلاجات الوجه باهظة الثمن التي لا تعمل فإنه يمكنك توفير بعض هذه الأموال بحيث يمكنك في غضون بضعة أشهر تحمُّل تكلفة هذه الأنواع من علاجات شد البشرة بسهولة لدى طبيب الأمراض الجلدية.
عندما يفشل كل شيء آخر أو لا يمنحك النتائج المرغوبة يكون قد حان الوقت للتفكير في الجراحة التجميلية، حيث يمكن للأنواع المختلفة من عمليات شد الوجه أن تحدث فارقاً كبيراً دون أن تجعل بشرتك تبدو ”مشدودة أكثر من اللازم“، وعندما تقترن هذه العمليات مع روتين جيد للعناية بالبشرة فإن النتائج ستكون رائعة!
ما هي إيجابيات وسلبيات كريم شد البشرة؟
رغم أن عمليات شد الوجه تعطي نتائج طويلة الأمد في معظم الحالات إلا هناك عيوباً محتملة لعمليات التجميل هذه أيضاً؛ فلا بد أننا جميعنا قد شاهدنا صوراً لعملية شد وجه فاشلة أو اصطناعية حيث ينتهي الأمر بالمريض أو المريضة في الواقع إلى الظهور بشكل أسوأ مما كان عليه قبل الجراحة، وهنا يأتي دور ميزة استخدام كريمات شد البشرة. بما أن الكريمات لا تعمل بشكل متوغل أو بشكل جائر مثل عملية شد الوجه فهي أيضاً لا تمتلك نفس القدر من إمكانية التسبب بحدوث آثار جانبية مؤلمة ودائمة، والنتائج الإيجابية التي يمكن الحصول عليها من كريم شد البشرة ستبدو غالباً طبيعية أكثر رغم كونها أقل دراماتيكية مما يمكن الحصول عليه من الإجراءات الطبية.
هناك ميزة أخرى للكريمات وهي أنها يمكن أن توفر لبشرتك فوائد إضافية وربما غير متوقعة، حيث يمكن للجراحة شد الجلد عن طريق سحبه لكنها لا تحسن الملمس العام لبشرتك، هذا في حين أن كريم شد البشرة قد يعمل على تقشير البشرة وترطيبها باستمرار مع تقليل ظهور المسام والتجاعيد وهي أشياء لا يمكن لشد الوجه الجراحي أن يقوم بها.
عند تقييم الكريمات يمكن أن يكون البحث عن تلك التي تحتوي على مضادات الأكسدة والمستخلصات الطبيعية مكاناً جيداً للبدء، ولكن إذا كانت لديك رغبة في رؤية نتائج مهمة فإن المكونات النشطة المجربة والصحيحة مثل الريتينويد وأحماض ألفا هيدروكسي والببتيدات ضرورية، حيث يمكن لبعض هذه العوامل أن تعزز نمو الكولاجين الذي لديه القدرة على تقليل ظهور الخطوط الدقيقة.

من ناحية أخرى قد تحتوي منتجات العناية بالبشرة مثل كريم شد البشرة على الكولاجين أو الإيلاستين، لكن الكولاجين والإيلاستين في هذه المنتجات لا يمكن أن يندمج مع الكولاجين والإيلاستين في بشرتك للمساعدة في إعادة بناء أو تعزيز تلك الهياكل، فالأحجام الجزيئية لكل من الكولاجين والإيلاستين أكبر مما يمكِّنها من اختراق سطح الجلد.
في بعض المنتجات من المفترض أن تتم إعادة هندسة الكولاجين أو الإيلاستين لجعله صغيراً بما يكفي بحيث يمكن للجلد امتصاصه، ولكن حتى لو كانت بحجم النانو فإن هذه المكونات ما تزال غير مدمجة مع الكولاجين والإيلاستين الطبيعيين في بشرتك، وأية ادعاءات بعكس هذا ما تزال غير مدعومة بأبحاث علمية مستقلة، والأهم من ذلك: كيف يعرف الكولاجين والإيلاستين اللذان قمت بوضعهما على وجهك ما هو الكولاجين والإيلاستين اللذان يجب أن يلتصقا بهما في بشرتك وأيهما يجب تركه بمفرده؟
الخلاصة
لن تمنحك كريمات شد البشرة نفس النتائج الدراماتيكية مثل الجراحة، لكنها ليست سيئة من بعض النواحي. لن يزيل كريم شد البشرة كل التجاعيد والتدلي والترهلات مثلما يمكن أن تقوم به الجراحة إلا أن بإمكانه تحسين بشرتك ولن يعرضها لخطر أن تبدو اصطناعية. اختيار المسار الأفضل متروك لك بالطبع.